الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

أشياء لم أفعلها مع آدم ... و هذه أسبابى.

1- لم أتركه ليبكى وحيدا و يسكت نفسه.
أسبابى: تكلمت عنها فى موضوع سابق هنا.

2- لم أعطه أعشاب.
3-لم أعطه طعام خارجى او ماء قبل ستة أشهر.
4-لم أعطه سكاتة (بزازة أو لهاية).
5- لم أنظم الرضاعة حسب جدول و لكن اتبعت نظام الرضاعة حسب الطلب on demand
أسبابى: بناءا على  توصيات منظمة الصحة العالمية هنا و هنا .أيضا لان للسكاتة تأثير سلبى على التطور الوجدانى للطفل هنا و هنا 

6- لم اجعله ينام على بطنه قبل ان يتم عامه الاول.
أسبابى: بناءا على توصيات الجمعية الأمريكية لطب الأطفال هنا

7- لم أطعمه منتجات الالبان و العسل قبل العام الأول.
أسبابى: حسب توصيات الجمعية الأمريكية لطب الاطفال هنا و هنا

8 - لم أضعه فى مشاية.
أسبابى: بناءا على  توصيات الجمعية الامريكية لطب الاطفال هنا 

9-لم أمسك بيديه و أساعده على المشى قبل ان أصبح قادرا على المشى لوحده بدون مساعدة.
أسبابى: لأنى مؤمنة بالتطور الحركى الطبيعى للطفل بدون تدخل من الكبار والى بتنصح بيه ماجدة جربر (مؤسسة مدرسة الراى فى التربية) و تلميذتها جانيت لانزبرى هنا

10-لم أصيح به ان يستعيد اللعبة التى أخذتها منه طفلة اخرى( ابنة عمه) ولم اطلب منه ان يعيد اللعبة التى اخذها هو من ابنة عمه.
أسبابى: لأنى مؤمنة ان الأطفال بيكتسبوا المهارات الاجتماعية بالممارسة مش بالاوامر و التلقين, و ان الاهل مش المفروض يتدخلوا نهائى الا لو طفل هيئذى طفل تانى (ضرب, شد شعر..)  و دة ايضا جزة من فلسفة الراى playdate rules that limit learning

11-لم أضربه على يديه أبدا.
أسبابى: لأنى اقتنعت برأى ماريا منتسورى ان اليد هى أداة الطفل للاستكشاف و ضربه عليها بيوصله رسالة سلبية

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

الخصوصية و الحدود... ازاى نعلمها للطفل ؟


الحقيقة مفهوم الحدود دة غريب على ثقافتنا لانها ثقافة "السداح مداح" يعنى القرابة و الصداقة و الزمالة تخلى حياة الاخرين مستباحة فى نظر ناس كتير للاسف و دة سبب معظم مشاكلنا الاجتماعية. الناس متعرفش حدودها فين. ايه الخط الى مش المفروض اتعداه فى تعاملى مع الاخرين و ايه الخط الى مش مفروض اسمح لحد يتعداه. ناس بتسالك فى ادق تفاصيل حياتك بحجة "عشان نطمن عليك" و ناس تتطوع و تفهمك ازاى تعيش حياتك على طريقتهم و بتفكيرهم بحجة "احنا بننصحك و الدين النصيحة"

جسمى و افكارى و مشاعرى و قراراتى و عيوبى و بيتى و ظروف حياتى, كلها حاجات تخصنى انا بس و انا بس الى اقرر اسمح للناس بايه و مسمحش بايه..هو دة مفهوم الحدود الى لازم نبتدي نزرعه جوة الطفل من اول ما يبتدى يستوعب لحد ما يكون جزء من تكوينه النفسى و الفكرى.

الطفل لازم يعرف ايه هى حدوده و ايه هى حدود الاخرين و يتعلم يقول "لا" لاى حد يتجاوز حدوده.




 طيب يعنى ايه مساحة شخصية ؟

"المساحة الشخصية هي عبارة عن المنطقة التي تحيط بالفرد ويعتبرها ملكًا له من الناحية النفسية. وتمثل هذه المساحة قيمة خاصة لأغلب الأشخاص بل ينتابهم الشعور بعدم الارتياح أو الغضب أو التوتر حال التعدي علي هذه المساحة"  ًwikipedia 



و تنقسم المساحة الشخصية الى اربع مناطق: المنطقة الحميمية للاشخاص المقربين جدا كالزوج و الاولاد, المنطقة الشخصية للاصدقاء و الاقارب, المنطقة الاجتماعية للزملاء و المعارف, و المنطقة العامة لبقية الناس.

أيضا مفهوم (الخصوصية) هو عبارة عن مساحة شخصية و لكن نفسية, بمعنى ان كل انسان محتاج يحتفظ بحاجات لنفسه (معلومات, أفكار, مشاعر, أحداث...الخ) و حاجات تانية ممكن يشرك الاخرين فيها و درجة المشاركة دى بتكون حسب قرب الشخص نفسيا و اجتماعيا.

طيب ليه باتكلم على المفاهيم دى و ايه أهميتها؟

اولا المفاهيم دى جزء أصيل من الدين الاسلامى الى علمنا آداب الاستئذان لدرجة ان النبى قالنا نستأذن ثلاث مرات فان لم يؤذن لنا فلنرجع, و طبعا الاولى فى هذا الزمان الى بقى فيه تليفونات اننا نستأذن بالتليفون قبل زيارة اى حد مهما كان قريب. كمان علمنا اننا لازم نعود اولادنا الاستئذان قبل ما يدخلوا غرفتنا. ثانيا لان مجتمعنا للاسف منفصل تماما عن التعاليم دى و رغم اننا من اولى الناس باكتساب قيم احترام الخصوصية و المساحة الشخصية  لكن للاسف ثقافتنا قائمة على "الفضول" و "الحشرية" و انتقاد اى شخص يحاول يخلى الناس تحترم خصوصيته و كلنا عانينا من مشاكل بسبب الموضوع دة.

طيب ازاى اعلم ابنى يحترم خصوصية الاخرين و مساحتهم الشخصية و ازاى يخلى الاخرين يحترموا خصوصيته و مساحته الشخصية؟

اولا بانك تكونى قدوة و تحترمى خصوصيته. من و هو طفل رضيع حاولى متغيرلهوش الحفاضة قدام حد. و اول ما يبتدى يستوعب متخلهوش يدخل الحمام معاكى و انتى كمان اطلعى برة لما تقعديه على القصرية. علميه يخبط على اى باب مغلق قبل ما يدخل و ينتظر ان الى جوة يئذن له. علميه ان احنا لينا اسرار مش لازم نقولها قدام حد حتى لو كان الجد و الجدة او الاصدقاء. علميه ان محدش يقرب منه او يلمس جسمه من غير اذنه و دة هيكون حماية ليه ضد التحرش ( نشيد اوعى ) و لو حد عمل كدة لازم يرفض بقوة. قبل ما تفتحى درجه او دولابه استذنيه. قبل ما تستخدمى حاجة بتاعته استأذنيه. قبل ما تدخلى غرفته خبطى (على الاقل عشان يقلدك). لو حاسة انه متغير اتكلمى معاه بدل ما تتجسسي عليه. علميه اننا لما نزور حد لازم نقعد فى مكان الضيافة و مينفعش ندخل اى مكان تانى من غير ما نستأذن. علميه ان مش كل حاجة ينفع نسأل عليها أصحابنا لان دى خصوصيات جايز مش عايزين يقولوهلنا. يعنى مثلا مينفعش نسأل أصحابنا انتوا طبختوا ايه النهاردة او انت مصروفك كام؟ و كمان لو حد سألنى سؤال مش عايز اجاوب عليه ارد بأدب "دى حاجة خاصة بية و مش عايز أقولها".
كمان اعلمه يكون فيه مسافة معقولة بينه و بين اى حد بيكلمه. اقراله قصص و كتب تثبت المعانى دى جواه و ممكن كمان نعمل أنشطة لنفس الهدف. قبل ما نزور جدوده اخليه يتصل يبلغهم اننا جايين عشان يتعود على كدة و كمان مش لازم ابدا يسمعنى باتكلم عن خصوصيات البيت قدامهم.

حاجة تانية مهمة لازم الطفل يتعلمها انه ميتكلمش عن اسرار بيت تانى ممكن يكون شافها قدام حد حتى لو كان أمه و أبوه ودة ادب سترعورات المسلمين و طبعا ميتعمدش يشوف او يسمع حاجة متخصهوش لان ربنا نهى عن التجسس. أعلمه قصة سيدنا آدم و معنى كلمة "سوءة" و هى كل ما يسئ الانسان ظهوره سواء مادى أو معنوى و ازاى ان ابليس هو اول من حرص على كشف سوءة الاخرين. أعلمه اسم الله الستير و ازاى نطبقه فى كل حاجة فى حياتنا. أعلمه معنى الغيبة (ذكرك أخاك بما يكره) زى ما النبى علمنا حتى لو الحاجة دى موجودة فيه فعلا.

و دى مصادر لتعليم الطفل القيم دى :

1) كرتونات

أحكام القرآن للأطفال : آداب الاستئذان (كرتون رائع)

اللؤلؤ والمرجان: آداب الاستئذان

لا أتجسسس على الناس

أحكام القرآن: الغيبة

personal space - social skill


2) بطاقات ملونة (من منتدى حياة )



من موقع سند للأطفال :



قرائات مفيدة:

The-best-way-to-teach-your-child-healthy-boundaries

raising-assertive-kids


و ان شاء الله سيتم تحديث الموضوع و اضافة اى مصادر اخرى اجدها.

السبت، 5 سبتمبر 2015

ابنى من حقه يطلع الزحليقة بالعكس !

لأنى من المؤمنين ب "اللعب الحر" و أهميته للطفل و ان الطفل بس هو الى يحدد يلعب ازاى باسمح لآدم يطلع الزحليقة بالعكس من و هو عمره سنة و شهرين. كان لسة حتى مش متوازن فى المشى و بيزحف معظم الوقت. لو الطفل شايف ان دى الطريقة الى هو عايز يستخدم بيها اللعبة ليه الكبار يكونوا أوصياء عليه و يقولوله لا دى مش طريقة اللعب "الصح", "المفروض" تلعب بالطريقة الفلانية؟!! هو كمان اللعب فيه "صح" و غلط" ؟ فيه "مفروض" و "واجب" و "مستحب" ؟ و اذا كان حتى اللعب مفيهوش حرية و فيه وصاية من الاخرين و توجيه يبقى امتى الطفل يقدر يختار و يتحكم؟

لما بيكون فيه طفل تانى نازل على الزحليقة و ييجى ادم يطلعها بالعكس باخليه ينتظر الطفل التانى لحد ما ينزل, ولما آدم يكون هو الى طالع الاول باطلب من الاخرين ينتظروه لحد ما يطلع و بعدين ينزلوا, و شايفة ان دة حقه تماما وانهم ملهمش افضلية و لا اولولية لانهم بيستخدموا اللعبة زى الكبار ما شايفين و ابنى بيستخدمها بطريقة مختلفة !


المشكلة لما يبقى الطفل الى نازل دة معاه امه و متطلبش من ابنها ينتظر آدم لما يطلع باعتبار ان ابنها "ماشى قانونى" و ابنى "مخالف و ماشى فى العكسى" و تروح باصة لآدم و تقول (احنا هنبتدى الشقاوة بدرى و لا ايه ؟) بنبرة صاحب الحق و طبعا الكلام ليكى يا جارة الى هو انا الأم السلبية الى سايبة ابنها يطلع الزحليقة بالعكس و معلمتوش ازاى يلعب صح. هى دى نفس الأم الى اول ما ابنها يحاول ينزل الزحليقة على بطنه تنقض عليه و تشيله بينما انا سمحت لآدم ينزلها على بطنه و كنت طبعا واقفة جنبه لو احتاجنى او فقد التوازن.

 انا مؤمنة ان العب الحر هو الى بيفجر طاقات الطفل و ابداعاته  لكن فيه امهات متحتملش تعد 5 دقايق من غير توجيه لانها معتقدة انها أدرى باحتياجاته ابنها من اللعب منه. ايوة الطفل ليه احتياجات من اللعب. احتياجات نفسية و تعليمية حسب المرحلة الى هو فيها و حسب ايه الى هو عايز يتعلمة فى الفترة دى سواء مهارات حركية او مهارات اجتماعية و غيرها كتير.

و مع اعجابى بطريقة منتسورى, خاصة الجانب التربوى منها الى بيعود الطفل على النظام و الاستقلال من سن صغيرة الا انى شايفة ان "التوجيه" فيها اكتر من اللازم..بمعنى انى ممكن اجيب لآدم بعض ادوات منتسورى زى البرج الوردى مثلا, لكن بدل ما أوريه طريقة استخدامه اسيبه يستكشفه بحرية و أثق انه هيتعلم منه كل الى محتاج يتعلمه بدون توجيه او تصحيح. و لو آدم مش عايز يعمل من المكعبات برج و قرر يعمل قطار أو بيت هاحترم اختياره لأن مفيش طريقة "صح" فى اللعب, الطريقة الصح هى الى الطفل بيلعب بيها. يعنى لو انا عايزة آدم يتعلم الأحجام من المكعبات و هو قرر انه هيلعب لعب تخيلى و عايز يعمل منها شئ له معنى بالنسبة له و فيه حياة يبقى هو اكيد بيتعلم, حتى "الأحجام" هيتعلمها لو سبته يستكشف بحرية و فى الوقت المناسب و ساعتها هيكون اكتشافه هو.

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

فصال الرضيع ( تكتبه ضيفة المدونة تمارا حسن)

كنت قد أشرت فى موضوع سابق الى وضع حدود حول مسألة الرضاعة خاصة للاطفال الدارجين (من 1 ل 3 اعوام) و تفضلت تمارا حسن بالرد على ما كتبت من واقع تجربتها مع ابنتها:


أشكرك يا ميادة.. 
بالمناسبة قرأت الحوار الشيق بين جانيت وآني.. ومن واقع تجربتي التي ما زلت أخوضها في ارضاع ابنتي رضاعة طبيعية ورعايتها وتربيتها بشكل حميم حيث تنام في سريري وكنت أحملها بالحمالة وأرضعها خارج المنزل وأحقق لها اح
تياجاتها وقلما تبكي وإن بكت فلوقت قصير.. من واقع تجربتي أقول لك بأني أميل لتوجه آني.

احترت كثيرا من قبل فيما اذا كان توجهي في رعاية ابنتي سليما.. الى أن تدبرت قول الله تعالى بشأن الفصال..ولاحظي الكلمة التي اختارها رب العالمين لتعليمنا بشأن المسألة.. الفصال.. فالأمر ليس مجرد فطام أو توقف عن الرضاعة كمصدر للطعام بالمعنى الظاهري.. ولكن الأمر يقتضي فصالا عاطفيا ونفسيا للطفل والأم معا.. لأن الرضاعة من الأم ليست مجرد ارضاع للاطعام أو للاسكات!!!! 
بل الرضاعة صلة عاطفية عميقة وتعلق نفسي وروحي من نوع خاص جاء كامتداد للتعلق الذي بدأ في الرحم عندما كان الطفل علقة..متصلة ومعلقة بجدار الرحم ! 
الفصال مرحلة جديدة في حياة الطفل ظاهرها فطام الرضاعة وباطنها انتهاء مرحلة التعلق اللصيقة والحميمة بالأم وبدء أولى خطوات مرحلة جديدة لهذا "الطفل المشبع" في عالم مستقل نسبيا..حيث يحين الوقت الذي نبدأ فيه بوضع قواعد بشأن تلبية الاحتياجات وما يصح وما لا يصح في قضاء احتياجاته .. ويبدأ اتصال عاطفي ونفسي وروحي جديد بين الأم والطفل..مميز ومختلف .

بصراحة تعجبت من نظرة جانيت للرضاعة الطبيعية حيث بدت من خلال تعبيراتها نظرة جافة ومجردة من المعاني الأمومية العميقة.. رأيتها لا ترى إلا ظاهر العملية المادي.. فتساوي بين الرضاعة الطبيعية من الأم وبين "الببرونة" و "السكاتة"!!! تعبيراتها جاءت فجة بصورة صادمة مما جعلها بنظري تجانب الصواب .

نعم ابنتي لا تقضي وقتا طويلا بعيدا عني في اللعب مثل الطفلة الأخرى في عائلتنا التي لم ترضع طبيعيا وبدأ فصالها باكرا.. وتركض إلي باكية عندما تتألم تبحث عن السكن والأمان لأحضنها فيريحها ويسكن ألمها (ولا أقول يسكتها!!) أن ترضع مني.. كم كان لرضاعتها مني بفضل الله تعالى فائدة عظيمة أثناء أوقات التسنين المؤلمة.. وعندما تمرض.. وعندما تقع.. فهذه كلها أحداث غريبة عن ما ألفته في الرحم.. وكنت أرى وأحس كم كانت تحتاج للسكن والطمأنينة أثناء اختبارها للألم والضيق.. ولم أجد مطلقا شعورا دنيويا يماثل سعادتي بأن أكون مصدر السكينة والأمان والسلام لها .

ابنتي متعلقة كثيرا بي بشكل يرهقني جدا ويجعلني كثيرا في أوقات التعب والرهق أتساءل وأسأل إن كنت أخذت القرار الصحيح.. لكن عندما أراها كيف تكبر وكيف ينضج مستوى وعيها ومشاعرها أعود لأطمئن.. وهذه الطريقة بالرعاية أراها متسقة مع مشاعري وأحاسيسي لذا فمهما قيل لي أو قرأت من معارضات أتذكر كلام طبيب يعالج بالطب الطبيعي وهو يقول لي " الأم بغريزتها تعرف أكثر" .

أختي الكبرى رضعت بتعلق لثلاث سنوات وأنا لم أرضع طبيعيا بالمرة.. حسنا.. أختي الكبرى أكثر أخواتي تحملا للمسؤولية وأقوى شخصية من حيث تحمل الصعاب ومصائب الحياة.. وشخصيتها اجتماعية كثيرا وهي دوما تبادر بالوقوف الى جانب الآخرين لتقديم يد العون.. بينما أنا لطالما كنت الأكثر عزلة والأقل رغبة في مخالطة الناس.. .. هي تربت "تربية حميمة" بحكم كونها الطفلة البكر.. وأنا تربيت تربية بقواعد وتركت لأبكي وأريح نفسي بنفسي.
نعم العالم بحاجة للتنوع في الشخصيات .. ويوجد مؤثرات كثيرة تلعب دورا في تنمية الشخصيات ولكن ما أريد قوله أن الفترة الأولى من حياة الطفل لا بد فيها من رعاية حميمة ممتلئة بالمشاعر والحنان والاحتواء والحرص على قضاء حاجاته الحسية والنفسية والعقلية بشكل فيه مراعاة لكونه وافد من عالم آمن كامل بلا تعب ولا نصب اعتاد فيه على تلبية كل احتياجاته .. فهو ما زال رضيعا وإن تجاوز العام والنصف.. وما زال قادما جديدا من عالم الروح والغيب والرحم.. وما زال معلقا بأمه كما كان في رحمها ولكن بفارق أن تعلقه خارج الرحم يكون بحبل الحنان والحب والرحمة والمؤازرة اللامحدودة واللامشروطة.. الى أن يحين وقت الفصال .

حمله وفصاله في ثلاثين شهرا .. أما من أراد التمام فحولين كاملين للرضاعة التي بنهايتها تبدأ مرحلة الفصال (بالتوقيت القمري لعمره).. وقد امتلأ الطفل وتم اشباع حاجاته تماما بقدر استطاعة الأم طبعا.. وتعرف على عالمه الجديد بشكل جيد فاكتشف الألم والحر والبرد والجوع وكثير من أحوال الدنيا .. وبذا أصبح مستعدا للانتقال الى مرحلة القواعد.. التي تبدأ رويدا رويدا.. مرحلة مستقلة عما سبقها .

عدم وجود أم أو عدم تمكن الأم من ارضاع طفلها لا يعني أن الطفل سيكون مصيره سيئا.. بل ربما الصعوبات يراد بها له شأن عظيم الله تعالى يهيؤه له.. أما نحن فنسعى لعمل ما بوسعنا في رعاية الطفل وتربيته تربية سليمة توافق فطرته وحاله وفطرتنا.. بكل الحب والحنان والتفاني..تربية ترضي الله تعالى.

وبرأيي أن الطفل الأول بشكل خاص يكون له شأن مختلف عن بقية اخوته.. وغالبا لو تهيأت باقي الظروف بشكل سليم فستكون شخصيته احتوائية لباقي اخوته الأصغر منه.. ولا بأس فلنستمع لصوتنا الداخلي ونبحث في ديننا عن أي هدي يعيننا ونستعين بالله تعالى نسيلهمنا رشدنا. 
وأنا أظن بأن الله تعالى إن رزقني بطفل آخر فلن يكون له نفس الحظوة بنفس الطريقة.. وهذا أمر طبيعي علينا تقبله حيث تفرغ الأم لطفل ليس كتفرغها لطفلين أو ثلاثة أو أكثر فضلا عن مسؤولياتها الأخرى .. 


وعلى فكرة .. لاحظت في الشهرين الماضيين تعلقا أقل أو استقلالا أكبر وكأنها بشكل طبيعي وتدريجي تتهيأ للفصال .. أمورها تتطور " ببطئ" في نظر جماعة " خليها تبكي" عندما يقارنوا بينها وبين أطفالهم المنفصلين منذ الولادة أو بعد بقليل.. وكنت خائفة قبل أشهر مضت.. ولكني لاحظت ان تطورها خطواته متئدة وراسخة وبشكل مميز بارك الله فيها.. 

وعلى فكرة (تانية smile emoticon ) لست مهتمة بأنشطة المنوتسوري إلا بشكل محدود جدا.. فأنا أميل أكثر لإشباعها باللعب الحر واشباع الجانب الروحي والخيالي و العاطفي والنفسي عامة خلال أول سبع سنوات . 

فقط أمنيتي أن أجد لها بيئة طبيعية تستطيع أن تتفاعل معها بشكل يحافظ على فطرتها النقية ويبقيها على اتصال مع آيات الخلق.. 
آيات الله تعالى

الخميس، 27 أغسطس 2015

لا تتجاهلى طفلك ابدا (التربية الحميمية و الراى)

قبل ولادة آدم لم اكن مهيأة لاضطراب النوم الى بيحصل للامهات فى اول تلت شهور لأنى ببساطة مكنتش اعرف, آدم كانت اقصى مدة بينامها متواصل ساعتين و بعدين يصحى ساعتين او تلاتة ويرجع ينام ساعتين تانى و هكذا, و بالنسبالى كان النوم المتقطع دة عبء نفسى وعصبى غير محتمل لم اكن مهيأة له, و فى عز الضغط الى كنت فيه حاولت اتبع النصيحة التقليدية " سبيه يعيط لحد ما يتعود ينيم نفسه" او ال cry it out, لكن حسيت انه فيه حاجة غلط و ان ضميرى مش مريحنى, فدخلت ع النت و بحثت و اكتشفت أضرار الاسلوب دة على نفسية الطفل و ذكاؤه ودى كانت بداية معرفتى  بنظرية التعلق  ِAttachment theory بشكل متعمق (كنت قرأت عنها قبل كدة باختصار بحكم دراستى للطب النفسى)  وبالتربية الحميمية attachment parenting المنهج الى أسسه طبيب الاطفال الدكتور ويليام سيرز و الى أهم مبدأ فيه بيقول "استجيبى لطفلك".

 لما الطفل يبكى معناه محتاجك, اوعى و حذارى تسبيه يعيط عشان يتعلم ينيم نفسه او يتعلم يسكت نفسه لانه لا هيتعلم لا دى و لا دى, الى هيتعلمه هو ان الدنيا دى مكان غير آمن وان محاولاته للتواصل و اشباع احتياجاته النفسية او المادية مفيش منها فايدة لان محدش بيسمعها و محدش بيستجيب. الطفل بعد فترة هيهدى وعياطه هيقل بس عشان يئس. استجابتك لطفلك مش ممكن تطلعه "مدلع" لكن هطلعه انسان سوى نفسيا و عنده احساس عميق بالامان و الثقة.

الابحاث بتثبت ان الطفل الى بيتساب دايما يعيط فترات طويلة بدون استجابة بترتفع عنه هورمونات التوتر (الكورتيزول و الادرينالين) و دة ممكن يعمل تغييرات ضارة فى مخ الطفل بتأثر على ذكاؤه , بتخليه عدوانى و بتزود فرص ان يتشخص بنقص الانتباه و فرط الحركة ADHD.

لما ابنك يبقى ماسك فيكى و مش عايز يروح لحد عند حوالى سن سبع شهور, خليه فى حضنك و متجبرهوش يبعد غصب عنه لان دى فترة مؤقتة اسمها "قلق الانفصال" هتروح لوحدها لو احترمنا مشاعر الطفل و رغبته فى ملازمة أمه. الحقيقة آدم عدت عليه الفترة دى زى كل الاطفال و كنت باسمع خلالها كلام مؤلم ( دة ولد, لازم تعلميه يستقل عنك !!) (انتى علقتيه بيكى كدة ليه!!!) (انتى الى عملتى فى نفسك كدة!!)  و كنت دايما بارد بأدب " لما يكبر هيسيبنى و ياخد على الناس لوحده" و دة الى حصل فعلا الحمد لله. لكن انا باعترف ان الكلام دة هزنى فى الاول قبل ما اقرأ و افهم عشان كدة نفسى كل ام تبقى واثقة فى غريزتها و متسمعش كلام حد و مترضيش اى حد على حساب ابنها ابدا.

بعد فترة ابتديت اقرأ عن ال RIE المنهج التربوى الى اسسته ماجدة جربر و انا باعترف انه رائع و استفدت منه كتير جدا لدرجة انى كان ممكن اعد بالساعات اقرأ على موقع janetlansbury , المشكلة الوحيدة الى قابلتنى هى ان الراى بيتكلم ان الاطفال الدارجين toddlers " اول ما يبتدوا يمشوا عند سنة تقريبا" محتاجين لقواعد ثابتة تطبقها الام باحكام boundaries و طبعا فى اوقات كتير مش بيقبلوها بسهولة و بتكون النتيجة نوبات بكاء لازم تتعامل معاها الام بهدوء, يعنى تفضل ملازمة طفلها و تكلمه عن انها فاهمة سبب مشاعره دى و تتقبل مشاعره.

الحقيقة كنت الاول متلخبطة و مش عارفة ايه القواعد المناسبة لسن آدم و احيانا كنت بحس بتأنيب الضمير من نوبات بكاؤه بسبب حاجة عايزها و انا منعاه, و مع الوقت ابتديت اميز القواعد المقبولة و دى كانت غالبا القواعد الى بياخد عليها بسرعة و بيتقبلها من غير معاناة, زى مثلا تبطيل الرضاعة برة البيت خاصة انه بقى ياكل عادى و زى كمان انه مينفعش يعد على رجل ابوه و هو سايق, لكن كان فيه قواعد تانية آدم متقبلهاش بسهولة زى انه لازم يبقى قاعد و هو بياكل, كان كل ما ييجى يقوم اقعده و كان يقاوم و يعيط و بعدين اكتشفت ان انا الى حاطة قاعدة مش منطقية لان آدم فى احتياج دائم للحركة و اللعب, فبدل ما افرض عليه انه يقعد جبتله كرسى و تربيزة صغيرين فى المطبخ ياكل عليهم و لو قام و سابهم باحترم رغبته لانه غالبا بيكون شبع.

الحاجة التانية الى كنت عايزة احط قواعد حواليها هى الرضاعة, آدم بيرضع عند الطلب زى ما منظمة الصحة العالمية بتنصح, و بينام و هو بيرضع. و فى يوم قرأت حوار لطيف بين janet معلمة الراى و بين احد انصار التربية الحميمية اختلفوا فيه بخصوص موضوع الرضاعة, janet كان من رأيها ان حتى الرضاعة المفروض يكون فيه قواعد بخصوصها و متبقاش سكاتة بنسكت بيها الطفل كل ما يعيط  خاصة للاطفال الدارجين, والحقيقة كلامها اقنعنى و حبيت ابتدى اطبقه مع آدم خاصة انه اتم عامه الاول و كتمهيد للفطام الكامل ان شاء الله, لكن باعترف انى لحد دلوقتى منجحتش اوى و لسة باحاول الاقى التوازن بين انى احط قواعد مقبولة و فى نفس الوقت مبقاش بتجاهل ابنى و احتياجاته.

و دة الحوار المثير للتفكير الى قلتلكم عليه : http://www.janetlansbury.com/2010/02/attachment-parenting-debate-for-crying-out-loud/

التجربة دى علمتنى حاجة مهمة اوى, ان افضل شئ ان الام تقرأ فى اكتر من مدرسة للتربية و تعرف ايه الفروق و الاختلافات الى بينهم لان كل مدرسة بتركز على جانب معين و كل مدرسة فيها ايجابيات و خير كتير و الى حد ما بيكملوا بعض, عشان كدة مش لازم الأم تكون متعصبة لمدرسة و احدة بكل ما فيها لان مفيش شئ صح 100% و القاعدة بتقول " كل يؤخذ منه و يرد عليه" و الحكمة دايما ضالة المؤمن و هو أولى الناس بها زى ما النبى -صلى الله عليه و سلم- علمنا. و كمان مفيش كتالوج موحد للتعامل مع كل الاطفال عند سن معين لان كل طفل بيختلف عن التانى. فيه قواعد عامة زى ان الاطفال بعد عامهم الاول محتاجين الام تبتدى تحط قواعد مقبولة يلتزموا بيها, لكن ايه هى القواعد دى و ازاى نفهما للطفل و نعوده عليها, دة بيختلف حسب استعداد الطفل و الام بس هى الى تقدر تحدده من معرفتها بابنها.

للمهتم بمعرفة الفروق بين الراى و التربية الحميمية, انصح بقراءة المقالات دى:






الأربعاء، 26 أغسطس 2015

كيف يؤثر سلوك الأم على صغارها ؟ (تجربة علمية على الفئران)

كنت باقرا كتاب اسمه "how children succed" و قريت فيه تجربة علمية عجبتنى عملها عالم اسمه  michael meaney على الفئران. بعد فترة من الملاحظة قسم الفئران مجموعتين, مجموعة الامهات فيها بتهتم بلعق اطفالها والعناية بيها رمزلها ب (high LG) والمجموعة التانية بتعمل دة أقل كتير و رمزلها ب (Low LG) و لما اتمت الفئران الصغيرة 22 يوم فطموها و فصلوها عن امهاتها, و لما اكتمل نضجهم عند 100 يوم تقريبا ابتدى العلماء يقارنوا المجموعتين ببعض.

اولا وضعوهم فى صندوق دائرى مفتوح لمدة 5 دقايق (تجربة المجال المفتوح open field test) و لقوا ان المجموعة الاولى (High LG) بتستكشف الصندوق لمدة 35 ثانية على الاقل بينما المجموعة التانية لمدة 5 ثوانى فقط.




ثانيا و ضعوا الفئران بعد تجويعها فى قفص جديد و معها طعام لمدة عشر دقائق, المجموعة الاولى(High LG) ابتدت تاكل بعد 4 دقايق و استمروا فى الا كل لمدة دقيقتين, المجموعة التانية اخدت حوالى 9 دقايق عشان تبتدى تاكل و استمرت فى الاكل لمدة ثوانى.

و هكذا تجارب كتير لمقارنة المجموعتين و دايما النتايج كانت بتاكد ان المجموعة الاولى هى الافضل (افضل فى المتاهات,اكثراجتماعية, اكثر فضولا, اقل عدوانية, عندهم تحكم اكتر بالنفس, صحتهم افضل و عاشوا اطول).

العلماء كانوا مندهشين جدا, فما بدا لهم فرق طفيف فى اسلوب الأم فى الطفولة المبكرة ادى الى فروق هائلة فى سلوكيات الفئران بعد ما كبرت! و الفروق مكنتش سلوكية فقط و لكن بيولوجية ايضا و دة الى ظهر لما فحص العلماء امخاخ المجموعتين و كمان ظهرت فروق فيما يسمى ب التعبيرالجينى gene expression  ادت لان مخ المجموعة الاولى بيستجيب للضغوط  بشكل صحى و سليم اكتر.

للمهتم يفهم التجربة و نتايجها اكتر الموقع دة رائع و بيشرحها بطريقة تفاعلية جميلة جدا.
http://learn.genetics.utah.edu/content/epigenetics/rats/

 جدير بالذكر ان المقابل لعملية اللعق فى الفئران هى عملية التعلق Attachment فى البنى آدمين. نظرية التعلق نظرية عملها عالم النفس جون بولبى سنة 1988 و عرضها فى كتابه الشهير A secure base  بيشرح فيه طبيعة العلاقة بين الطفل فى اول شهور ليه بعد الولادة و بين والديه خاصة الام و ازاى العلاقة دى بتلعب دور كبير فى تشكيل شخصية الطفل و قدرته على اقامة علاقات سوية بقية حياته. ان شاء الله هاتكلم عنها بتفصيل اكترفى موضوع لاحق. 

الأحد، 23 أغسطس 2015

اتبع الطفل بدلا من ان توجهه (اللامدرسية)


تقول ماريا منتسورى ان الاسلوب الامثل هو ان نتبع الطفل لا ان نوجهه, ولكى نتبعه لابد ان نلاحظه, و المقصود ليس ان تجلس بجانبه و انت مشغول بفعل شئ اخر ولكن ان تلاحظه بكل ذهنك و يمكن للام ايضا ان تجعل نوتة مخصصة لتدوين ملاحظاتها بخصوص طفلها, ما يستهويه و
ما يشغله. وعندما تلاحظ انه مهتم بشئجديد , تفكر فى انشطة لتغذية و تدعيم هذا الاهتمام.

و فكرة "اتبع الطفل" هى نفس الفكرة التى تقوم عليها حركة اللامدرسية فى التعليم  unschooling و هى تترواح بين اللامدرسية المتطرفة بان يترك الطفل ليتعلم ما يحب بالمعدل الذى يناسبه دون تدخل من الاهل, او النموذج الوسطى بان يكون دور الاهل هو دور الارشاد و النصح و فتح المجالات و الافاق للتعلم, او النموذج التالت الذى يكون لدى الاهل فيه اهداف تعليمية و لكنهم يطبقونها بمرونة من حيث المحتوى و الكم والكيف بما يتناسب مع استعداد الطفل و ميوله و هو نموذج وسطى بين اللامدرسية و المدرسية يسمونه Relaxed homeschooling

 الحقيقة لما قرأت عن تجارب الاجانب الى طبقوا الاشكال التلاتة ل (لامدرسية) لقيت اد ايه هما سعداء بنجاح التجارب دى و بالفوايد التعليمية و النفسية والاجتماعية الى عادت عليهم و على أطفالهم, بالاضافة لزيادة الترابط الاسرى بين الاباء والابناء. بيتكلموا عن اد ايه اولادهم عندهم فضول و شغف بالمعرفة وعندهم ثقة بالنفس و قادرين على التركيز فى حاجة بتستهويهم بالساعات و تمتصهم بالكامل, عارفين نفسهم اكتر وعارفين هم عايزين يعملوا ايه فى حياتهم. سؤال للاسف كتير من المراهقين وحتى الكبار فى مجتمعنا مبيعرفوش يجاوبوا عليه. انت عايز تعمل ايه فى حياتك؟ مش عارف. طب بتحب ايه؟ ايه هوايتك؟ مبحبش حاجة و مليش هواية!!!

و دة لانه مجتلوش الفرصة يعرف نفسه و عمر ما حد اهتم هوعايز ايه و لا بيحب ايه, شخص نشأ طول عمره على كلمة (لازم) و (الواجب) و (الدرجات) و(السقوط) لحد ما هو نفسه تاه و مبقاش عارف هو عايز ايه, ماتت جواه كل بذرة ابداع و تميز لان محدش شافها و محدش اهتم بيها, و بقت اقصى طموحاته فى الحياة (يجيب مجموع)(يدخل كلية يلاقى بعدها شغل يجيبله فلوس) و بس.

و اغلب الناس للاسف بتخضع للنظام العقيم دة الا من رحم ربى, قلة بس هم الى بيفضلو عارفين هم عايزين ايه بجد, وكتيرمن القلة دى مبيمشوش فى الطريق دة عشان (الظروف) او عشان (جابو مجموع و مستخصرينه فى الكلية الى بيحبوها و اهلهم عايزينهم يدخلو كليه قمةّ!!)

نرجع بقى للتعليم المنزلى و فوايده و بالاخص اللامدرسية, الحقيقة ان المدرسة بتعلمنا ان ارتكاب الأخطاء شئ سئ و سلبى, وان الهدف هو اننا نجيب الدرجة النهائية, بينما النجاح الفعلى فى الحياة بيتطلب اننا نغلط و نتعلم من اخطائنا, و هى دى عقلية النمو Growth mindset الى بتكون عند الاطفال الى اتعلمو بالامدرسية, فبيشوفو اخطائهم كشئ ايجابى و ضرورى للتعلم و النمو و بالتالى مبيخفوش انهم يخوضوا تجارب جديدة لان الفشل بالنسبة لهم بداية النجاح, مش بعبع بيصرفهم عن التجربة من قبل ما تبتدى.

فى خطابه الشهير لتيد " كيف تقتل المدارس الابداع؟ ", يقول كين روبنسون "اذا لم تكن مستعدا لان تكون مخطئا, فانت غير قادر على ان تاتى باى شئ جديد" ودى الحاجة المهمة الى لاحظها الاباء فى ابنائهم اللامدرسيين, قدرتهم على الابتكار و الخيال لانهم اتعودو "يقودوا" تعليمهم بدلا من ان يكونوا تابعين و القائد دايما مبدع وخلاق, على عكس التابع المتلقى.

الفايدة الاخرى الى بيتكلم عنها الاهالى هى اختفاء صراعات القوة التقليدية بين الاباء والابناء والى بتدور فى معظمها حولين المدرسة زى "اصحى عشان معاد المدرسة" او" اعمل الواجب" و غيره  .. الطفل مش محتاج حد يجبره لانه اتعلم يكون مسئول..ولانه ببساطة بيحب الى بيعمله و بقى جزء من حياة تتمركز حول الطفل والعائلة و ليس حول مؤسسة و يمتلك حرية فى الجدول اليومى تسمحله بانشطة كتيرمكنش يقدر يعملها لو كان فى نظام مدرسى تقليدى و تسمحله كمان يقضى وقت اكترمع افراد اسرته.التجربة كمان اثبتت ان الاطفال اللامدرسيين ناجحين اكاديميا وعمليا.



و دلوقتى عايزة ارتب افكارى و احدد بعض اهدافى من تعليم آدم و تربيته :

اولا, لما يتسأل انت عايز تعمل ايه فى حياتك؟ يبقى عارف الاجابة لانه عارف نفسه كويس, عارف ميوله و نقاط قوته ولانه خاض تجارب حياتية حقيقية ساعدته على دة.
ثانيا, ميخافش من الفشل و يعرف انه ضرورى للتعلم و النمو و الوصول للنجاح.
ثالثا, يكون عنده ابتكار فى كل حاجة بيعملها و ميخفش انه يفكر و يضيف حاجة جديدة على الى اتعلمه.


المصادر:
* كتاب: how to raise ana amazing child the montessori way


الخميس، 20 أغسطس 2015

ليه فكرت فى التعليم المنزلى ؟

اولا لان جودة التعليم فى مصر متدنية جدا, تقرير التنافسية العالمى لعام 2014-2015  صنف مصر رقم 141 من 144 دولة فى جودة التعليم الابتدائى, يعنى فيه 3 دول بس اسوا منها!! هما تيمور الشرقية, انجولا و اليمن. بينما جائت فنلندا فى المرتبة الاولى (هاتكلم عنها بعدين ان شاء الله)  و دة لينك التقرير للى عايز يطلع عليه بنفسه


طيب ليه بقى تعليم منزلى ؟

فى خطابه الشهير لاحدى مؤتمرات تيد " كيف يلهم القادة العظام الاخرين؟"  , يقول سيمون سينك ان الفرق بين النجاح و الفشل هو ان يعرف الانسان "لماذا" يفعل ما يفعله, و ان كل القادة العظام الملهمين كان عندهم اجابة عن هذا السؤال "لماذا" تتعلق بمعتقداتهم و احلامهم و ما هم شغوفين به.


كتير بيعانو انهم عايزين اولادهم يعملو حاجة هم مش عايزين يعملوها "يكتبو الجملة عشر مرات"  مثلا او " يصحو بدرى عشان يروحو المدرسة".  التعليم المدرسى بشكل عام بقى مرتبط فى اذهان الاطفال بالاكراه مع ان فطرة الطفل انه محب و شغوف بالتعلم من اول ما بييجى الدنيا لكن احنا الى بنطمس الفطرة دى بغرورنا الاحمق الى بيهيألنا اننا اعلم بقدرات الطفل و مواهبه منه هو شخصيا و اننا بنفيده لما نمنعه عن حاجة بيحبها و شغوف بيها و نجبره على حاجة كارهها.

انا مؤمنة بان "كل ميسر لما خلق له" و ان الانسان بطبعه بينجذب للحاجة الى يقدر يبدع فيها و يبقى متميز. و ان الطفل لو وفرناله بيئة تشجعه على التعليم و تثير فضوله هيبهرنا بقدرته على التعلم, من غير اكراه او معاناة او توتر. 

تقول عالمة النفس اليسون جوبنك :  اكثر شئ مثير حول الاطفال انهم دائما مهتمين و عندهم قدرة لانهائية على التعجب. 

ولانى عايزة ابنى يكون قائد مش "تابع" و لانى عايزاه يكون مبدع مش "مقلد" ولانى عايزاه يتعلم تعليم يبنى شخصيته و يغرز فيها خصال النجاح و يأهله للحياة العملية, و لانى مش عايزاه يضيع اجمل سنين عمره فى روتين ممل و نظام عقيم أشبه بالسجن يقتل احلامه و شغفه الفطرى بالتعلم . . . .عشان كل دة  ابتديت افكر فى التعليم المنزلى.  

يقول جون هولت رائد حركة اللامدرسية فى التعليم " ان افضل ما يمكن ان نفعله لمساعدة الاطفال على التعلم ليس ان نقرر ما يجب ان يتعلموه ثم نفكر فى طرق لتدريسه لهم, و لكن ان نجعل العالم متاحا لهم قدر المستطاع, وان ننتبه جيدا لما يفعلونه وان نجيب على اسألتهم و نساعدهم على استكشاف ما يثير اهتمامهم"

لو لسة عايزين تفهموا يعنى ايه تعليم ممتع ميول الطفل هى الى بتوجهه و ايه الفرق بينه و بين التعليم المدرسى التقليدى الى بيتفرض على كل الاطفال فى نفس التوقيت و بنفس المعدل, اتفرجو على الفيديو دة:

https://www.youtube.com/watch?v=3NGRpzQ9vCE

الفيديو بيحكى فى اوله قصة طفل كان بيروح مدرسة بتعلم بنظام المنتسورى و لظروف مادية اضطرت الاسرة انها تنقله لمدرسة عادية (قائمة على مبدأ التلقين) و بعد فترة لاحظت الام تغبيير فى الطفل,  يا ترى ايه هو التغيير الى أزعج الأم ؟

درجاته قلت ؟ المدرسين مؤهلاتهم ضعيفة؟ عدد الاطفال فى الفصل كبير؟ الانشطة الى خارج المنهج مش كتير ؟ لا, الام معلقتش على ولا حاجة من دول,  الام لاحظت ان الشغف الى فى عين ابنها اطفا, ان الشعلة الى جواه خمدت :((

"I saw the light in his eyes dimming, his flame was extinguishing"

هو دة بالظبط الى بيعمله نظام التلقين فى الطفل ودة لانه منفصل تماما عن ميول الطفل و قدراته, و دة الى انا مش عايزاه لابنى آدم.

الاثنين، 17 أغسطس 2015

اسلوبى فى التربية ~ الاحترام

ال RIE من اكتر الاساليب الى لفتت نظرى و انا باقرأ عن التربية , كلمة RIE هى اختصار ل Rescources for infant educarers اى "موارد لمن يتولى تربية و تعليم الطفل", و هو عبارة عن منهج تربوى اسسته ماجدة جربر قائم على عدة مبادئ أهمها الاحترام و الثقة.
انك تحترم ابنك من اول ما يتولد و تبقى القاعدة ان الاحترام بينكو متبادل, يعنى لو عايزه يحترمك و يكون بار بيك لازم انت كمان تحترمه و تحترم رغباته و اختياراته و متفرضش نفسك عليه و متطالبوش يبقى نسخة منك فى التفكير, تسمعه كويس اوى, تحترم مشاعره و متسخرش منها. و طبعا مش محتاجة اقول ان الاحترام لا يتفق مع الضرب والزعيق والتعنيف اللفظى والسب, كل دى اساليب مبتعلمش الطفل حاجة ومبتزرعش جواه دافع داخلى للسلوك المحمود, بتعلمه بس انه يتجنبك و يخبى عليك.

ودة الى انا قررت اعمله مع آدم, مفيش ضرب و لا سب و لا زعيق و لا تعنيف لانى ببساطة مش مؤمنة بان الاساليب دى تربويه او بتعود على الطفل باى نفع, دى اساليب الام او الاب بيعبرو بيها عن عجزهم و احباطاتهم و يقولو بنربى !!


الرسول (صلى) قال : "ما كان الرفق فى شئ الا زانه"


وفيه مقولة بتعجبنى اوى بتقول : you can't make someone behave better by making him feel worse ومعناها انك متقدرش تخلى حد يتصرف بشكل افضل بانك تخليه يحس احساس اسوأ , و طبعا كلنا عارفين بنحس بايه لما حد يعنفنا او يوجهلنا كلام جارح, و بعضنا جرب احساس العنف الجسدى و اد ايه احساس مؤلم, خصوصا لمل ييجى من اقرب الناس ليك.


اومال هاربى ازاى ؟؟


اولا, القاعدة الى هابنى عليها هى علاقتى بآدم, و الى لازم تبقى علاقة قوية يحس فيها بالامان و الحب والراحة, يحس ان فيه حد بيسمعه و بيحترم مشاعره و انه يقدر يفضض ويقول الى جواه من غير ما يخاف و لا يتكسف, ملاذ آمن يحس فيه انه مقبول زى ما هو بكل مناطق ضعفه و قوته, مش مقبول بس لو بقى زى الصورة الى فى دماغى.


ثانيا, قواعد منطقية احطها انا وهو صغير و نحطها مع بعض لما يكبر شوية و نلتزم بيها كلنا.


ثالثا, الحوار ثم الحوار ثم الحوار ...لانه الطريقة الوحيدة الى هاقدر اتواصل بيها مع ابنى و ادخل للعالم بتاعه و اغرز فيه المبادئ و اقوم بيها سلوكه.

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

ولادة آدم (4) ~ عملية الطهارة

ايه الى حصل لآدم لما اخدوه بعيد عنى لمدة ساعة ؟ اخدوه نضفو جسمه و شفطوله و عملوله عملية الطهارة. آدم كان بيبكى بالدموع و هو بيطاهر. و بغض النظر عن ان العملية متعملتش كويس و فيه احتمال انه يحتاج يعملها تانى ببنج كلى ويمر بكل الام العملية تانى بس مش دة موضوعنا الى عايزة اتكلم فيه.
آدم عمل العملية بدون بنج وعرفت بعدها من جوزى (هو كمان طبيب) انها بتتعمل فى مصر لحديثى الولادة من غير بنج نهائى, و لما سألت عن السبب قالولى لانهم مش بيبقو حاسين بحاجة!! سألت مين الى قال انهم مبيحسوش؟ هم مش بنى آدمين زينا؟!! و هل الكلام دة علمى و مبنى على أبحاث و لا مجرد افتراضات ؟؟ و الحقيقة مكنتش بالاقى رد مقنع.
بعدها ابتديت ادور انا بنفسى على الدليل و فوجئت ان العملية بتتعمل فى دول تانية ببنج موضعى بيسموه dorsal penile nerve block او اضعف الايمان بكريم مخدر موضعى اسمه Emla و ان كان تاثير الكريم اضعف.
عرفت كمان انهم بيقيسو مقدار الالم عند حديثى الولادة اثناء العملية بأ داة اسمها Neontal Infant Pain Scale   بتقيم الالم عن طريق تعبيرات الوجه والبكاء والتنفس و حركة اليديين و الرجلين ودرجة الانتباه, وانهم وجدو فروق واضحة فى درجة الالم بين الاطفال الى بيعملوعملية الطهارة ببنج والى بيعملوها بدون بنج.
يعنى مش بس بعدوا ابنى عنى فى اكتر وقت هو محتاجلى فيه, لا و كمان اول تجربة ليه فى الدنيا تبقى عملية جراحية مؤلمة جدا و بدون اى تخدير!

عرفت كمان ان التشفيط الى بيعملوه لحديثى الولادة فى مصر مبقاش يتعمل فى الدول المحترمة الا لو فيه دليل على ان الطفل عنده انسداد فى الممر الهوائى, و استبدلوه بمجرد مسح انف الطفل و فمه  بفوطة ودة لانهم وجدو ان التشفيط ملوش افضلية على المسح و له اعراض جانبية محتملة زى انه ممكن يحفز العصب الحائر و يؤدى الى انخفاض معدل ضربات القلب,و فيه دراسات كمان وجدت ان الاطفال الى بيتعملهم تشفيط بيبقى تقييمهم اقل على حرز أبغار Apgar score  و معدلات تشبع الاكسجين عندهم بتكون أقل. 

خلاصة كل الى فات دة, ان الطب فى مصر منفصل عن الابحاث الحديثة فى العالم خاصة فى مجال التوليد و حديثى الولادة, وان الممارسات القديمة مهيمنة عليه حتى لو ثبت علميا عدم جدواها او ضررها, الى حصل انى وثقت فى مجموعة من الاطباء لكن ثقتى للاسف كانت فى غير محلها واتسببو لطفلى فى تجربة اليمة و حرمونى من لحظة من اجمل لحظات الامومة.

المصادر:

الاثنين، 3 أغسطس 2015

ولادة آدم (3) ~ Breast Crawl




ترجمة  أجزاء من الفيديو :

تنصح منظمة الصحة العالمية و اليونيسيف و ال WABA ببدأ الرضاعة الطبيعية فى خلال نصف ساعة من الولادة. تؤكد الأبحاث ان الرضاعة المبكرة تقلل من وفيات الاطفال فى الشهر الاول بنسبة 22% فى الدول النامية.

كما فى الحيوانات, يستطيع الانسان ان يبدأ الرضاعة الطبيعية  بعد الولادة بشكل طبيعى و تلقائى اذا وضع بين ثدييى أمه و هو ما يسمى ب ال  breast crawl

بعد الولادة مباشرة, و بعد ان يبكى الطفل و يتنفس جيدا, ترى الام الطفل ويبقى بقربها ملامسا لخدها cheek to cheek contact,

تقبله و تقرأ فى أذنه بعد ايات الذكر و القران, ثم يوضع الطفل على بطنه بين ثدييى الام مع الحرص على ألا يقع, واذا كان الجو باردا تتم تغطية الطفل ليبقى دافئا.

يكون الطفل منتبها جدا بعد الولادة و يجعله القرب من أمه دافئا و يقلل من فرص العدوى فى المستقبل لان الرضيع يكتسب البكتيريا النافعة من أمه و التى تستعمر جلده و امعاؤه. يحفز هذا الوضع فطرة الرضيع ويعطيه الدفء و الامان و الحب و ينشئ الرابطة النفسية بينه و بين أمه. كما تساعد ركلات الرضيع على انقباض رحم الام و تقليل النزيف.


سريعا ما يدرك الطفل ان طعامه قريب و يبدأ فى افراز اللعاب. تقود الطفل حاسة الشم القوية لديه الى الحلمة حيث ان المادة التى تغطى الحلمة لها نفس رائحة السائل الأمنيوسى الذى كان يحيط به فى رحم امه -سبحان الله-, يبدأ الطفل فى تحريك فمه و جسده نحو الهالة التى تحيط بالحلمة و الذى يستطيع رؤيتها بنظره الضعيف. و اذا رفع رأسه, يستطيع ان يرى وجه أمه أيضا.


يظهر الفيديو كيف و صل الطفل الى الحلمة و حده و فتح فمه و أخذها فيه بالكامل فى حوالى 10 دقائق, معظم الاطفال ينجحون فى ال breast crawl فى حوالى من 30 الى 60 دقيقة.


ككل هبات الله لنا يحدث هذا بلا جهد او تكلفة, و لكن فوائده الصحية ستنقذ ملايين الأرواح و توفر بيلايين الجنيهات و تخلق جيل يصل الى ذروة قدرته على النمو و التطور . نطلب منكم ايصال هذه الرسالة الى كل الامهات المستقبليين لاعدادهم لمعايشة تلك المعجزة.


ولادة آدم (2) ~ التلاصق الجسدى بعد الولادة

من أسوأ الحاجات الى حصلت يوم ولادة آدم هى بعده عنى لمدة ساعة كاملة بعد الولادة. على الرغم من ان الولادة الطبيعية اتعطلت عن طريق التخدير و الطلق الصناعى الى اخدته, لكن دة ميمنعش ان كنت عايزة اصحى من البنج الاقى ابنى فى حضنى و هو كمان كان محتاجنى جنبه فى الدنيا الكبيرة الى خرجلها فجأة بعد 9 شهور من الأمان و الراحة.

الحقيقة ان البحث العلمى اثبت الفوايد الكتير الى بتعود على الطفل و الام من التواصل المبكر بعد الولادة خاصة لو الام الصقت جلد رضيعها بجلدها skin to skin contact و حاولت ترضعه. دة غير ان كل اللخبطة دى خلت عملية الرضاعة الطبيعية تتأخر يومين او تلاتة مكنتش عارفة ارضع فيهم آدم, كنت تايهة و مش عارفة اتصرف لحد ما ابتديت اقرأ مقالات الدكتورة شرةق الهيتمى, اخصائية الرضاعة الطبيعية.


كنت اول مرة اقرأ مصطلح skin to skin contact فى مقالاتها و عرفت كمان ان فيه فى الغرب حاجة اسمها مستشفى صديقة للطفل وهى المستشفيات الى بتشجع على الرضاعة الطبيعية و بيكون فيها اخصائى رضاعة طبيعية بيساعد الام تبتدى الرضاعة فى خلال أول ساعة بعد الولادة, بيعلمها ازاى ابنها يمسك صدرها بطريقة صحيحة ويفهمها ان فيه شوية لبن قليلين فى صدرها, ممكن متكنش شايفاهم, لكن هو دة كل احتياج ابنها لحد ما اللبن ينزل تالت يوم, من غير أعشاب و لا مية بسكر و لا حاجة ابدا.

كمان يعلم الام انها متديش تتينة للطفل وترضع ابنها كل ما يطلب بدون تنظيم للرضاعة  فى اوقات محددة, و يشجع الام انها تفضل ملازمة لطفلها طول الوقت rooming in.

اتعلمت من دكتورة شروق الفوايد الكتير للرضاعة الطبيعية الى بتعود على مناعة الطفل وذكاؤه و صحته العامة. و اتعلمت كمان علامات شبع الطفل و الى أهمها انه يجيب بول و براز بانتظام و وزنه يزيد بشكل طبيعى. كتير من الامهات للاسف متعرفش العلامات دى و بتستسلم لوهم كبير اسمه (ابنى مبيشبعش) و تفسر اى بكاء انه جوع و تبتدى تدى لبن صناعى, و اللبن الصناعى بيخلى طفلها يرضع منها اقل و بالتالى لبنها يقل فعلا و تدخل فى حلقة مفرغة متعرفش تخرج منها.


المستشفى الى ولدت فيها مكنتش صديقة للطفل للأسف,و بدل ما الاقى اخصائى رضاعة طبيعية يعلمنى و يفهمنى , لقيت دكتور اطفال بيكتبلى لبن صناعى لحد مل لبنى ينزل!!!!! و فعلا آدم فضل يرضع طبيعى و صناعى لمدة شهر, بعدها ربنا نور بصيرتى و قدرنى اخد قرار تبطيل الصناعى نهائى, كان عندى ثقة فى الله انه مش ممكن يخلق بنى ادم و ميبعتلوش رزقه.


الثلاثاء، 28 يوليو 2015

ولادة آدم (1) ~ الولادة الطبيعية

آدم اول ما اتولد
الحقيقة ان ولادة آدم مكنتش قيصرية, لكن كمان مكنتش ولادة طبيعية. دى مش فزورة و لا حاجة. الموضوع هو ان تعريف الولادة الطبيعية الى أقصدها هى الولادة بدون تدخل جراحى, طلق صناعى أو بنج. ودة لان كل الحاجات دى بتمنع أو بتقلل استجابة الجسم الطبيعية اثناء عملية الولادة بافراز هرمون الاوكسيتوسين والى بيكون فى اعلى معدلاته  بعد الولادة الطبيعية (خلال أول ساعة, خاصة لو الأم رضعت طفلها فى الوقت دة) و بيلعب دور مهم جدا فى الارتباط النفسى بين الأم و طفلها و كمان بيساعد على الرضاعة الطبيعية.
الى حصل انى ولدت آدم ببنج كلى و طلق صناعى و دة لان الدكتورة قررت فجأة انها هتقلبها قيصرى لكن ملحقتش (لان آدم استعجل ونزل), وبعد ما فقت من البنج ملقتش آدم و مشفتوش غير بعدها بساعة او اكتر من الولادة.
و بغض النظر اذا كان قرار الدكتورة انها تقلبها قيصرية بعد ما كنت داخلة اولد طبيعى كان قرار فى محله و لا لأ, لكن الحاجة الى عايزة اتكلم عنها هو احساسى بعد ما صحيت من البنج و سبت العمليات و رحت غرفة عادية, حسيت انى اتحرمت من تجربة كان لازم اعيشها واحسها, كان لازم احس بآدم و هو بيخرج للدنيا, كان لازم اسمع صوت عياطه اول ما اتولد, كان لازم اخده فى حضنى و اطبب عليه واطمنه, كان لازم يسمع صوتى و يشم ريحتى, و كان لازم كمان ارضعه . . . . لكن للاسف اتحرمت من كل دة, اتحرمت من الجانب النفسى لعملية الولادة الى ربنا صممه بابداع و احنا بجهلنا بنفسده.
الولادة القيصرية و الطلق الصناعى ليهم حالات بيكونو ضرورة فيها, و رغم ان منظمة الصحة قالت ان الحالات دى المفروض تكون من 10 ل 15% فقط, الا ان معدل الولادات القيصرية زاد بشكل غير مسبوق فى مصر ودة بسبب استسهال الدكاترة واحيانا الامهات للأسف.

الأحد، 26 يوليو 2015

ليه عملت المدونة؟





اسمى ميادة عصام الدين, طبيبة . ربنا رزقنى بابنى آدم من سنة و شهرين تقريبا ومن ساعتها  حياتى اتبدلت تماما وبقى آدم هو محور اهتمامى وكل قرائاتى أصبحت عن الاطفال والتربية وخلافه.


انا باعترف انى كان عندى نقص جامد فى المعلومات و التاهيل النفسى قبل الولادة. فيه حاجات كتير معرفتهاش غير بعد ما قابلتنى مشكلة و اعدت ادور ازاى احلها و كانت هتبقى حياتى اسهل كتير لو كنت لقيت حد يفهمهالى قبل ولادة آدم.

و لما ابتديت اقرأ واتعلم, لقيت عالم جميل اتفتح قدامى و مكنتش اعرف عنه حاجة و لا كان من ضمن اهتماماتى مطلقا و دلوقتى بقى هو شغفى الاول, عالم الامومة و التربية.

ايه الى بيخلى ام تفرق عن ام؟ و ازاى اكون الام المثالية الى يستحقها ابنى؟ و ازاى استفيد من الابحاث العلمية و نتايجها فى تربية ابنى؟

و دة الى خلانى اعمل المدونة. اولاعشان اوثق رحلتى مع آدم و كل الى اتعلمته فيها و يمكن اقدر افيد غيرى كمان.

دمتم فى امان الله