الخميس، 27 أغسطس 2015

لا تتجاهلى طفلك ابدا (التربية الحميمية و الراى)

قبل ولادة آدم لم اكن مهيأة لاضطراب النوم الى بيحصل للامهات فى اول تلت شهور لأنى ببساطة مكنتش اعرف, آدم كانت اقصى مدة بينامها متواصل ساعتين و بعدين يصحى ساعتين او تلاتة ويرجع ينام ساعتين تانى و هكذا, و بالنسبالى كان النوم المتقطع دة عبء نفسى وعصبى غير محتمل لم اكن مهيأة له, و فى عز الضغط الى كنت فيه حاولت اتبع النصيحة التقليدية " سبيه يعيط لحد ما يتعود ينيم نفسه" او ال cry it out, لكن حسيت انه فيه حاجة غلط و ان ضميرى مش مريحنى, فدخلت ع النت و بحثت و اكتشفت أضرار الاسلوب دة على نفسية الطفل و ذكاؤه ودى كانت بداية معرفتى  بنظرية التعلق  ِAttachment theory بشكل متعمق (كنت قرأت عنها قبل كدة باختصار بحكم دراستى للطب النفسى)  وبالتربية الحميمية attachment parenting المنهج الى أسسه طبيب الاطفال الدكتور ويليام سيرز و الى أهم مبدأ فيه بيقول "استجيبى لطفلك".

 لما الطفل يبكى معناه محتاجك, اوعى و حذارى تسبيه يعيط عشان يتعلم ينيم نفسه او يتعلم يسكت نفسه لانه لا هيتعلم لا دى و لا دى, الى هيتعلمه هو ان الدنيا دى مكان غير آمن وان محاولاته للتواصل و اشباع احتياجاته النفسية او المادية مفيش منها فايدة لان محدش بيسمعها و محدش بيستجيب. الطفل بعد فترة هيهدى وعياطه هيقل بس عشان يئس. استجابتك لطفلك مش ممكن تطلعه "مدلع" لكن هطلعه انسان سوى نفسيا و عنده احساس عميق بالامان و الثقة.

الابحاث بتثبت ان الطفل الى بيتساب دايما يعيط فترات طويلة بدون استجابة بترتفع عنه هورمونات التوتر (الكورتيزول و الادرينالين) و دة ممكن يعمل تغييرات ضارة فى مخ الطفل بتأثر على ذكاؤه , بتخليه عدوانى و بتزود فرص ان يتشخص بنقص الانتباه و فرط الحركة ADHD.

لما ابنك يبقى ماسك فيكى و مش عايز يروح لحد عند حوالى سن سبع شهور, خليه فى حضنك و متجبرهوش يبعد غصب عنه لان دى فترة مؤقتة اسمها "قلق الانفصال" هتروح لوحدها لو احترمنا مشاعر الطفل و رغبته فى ملازمة أمه. الحقيقة آدم عدت عليه الفترة دى زى كل الاطفال و كنت باسمع خلالها كلام مؤلم ( دة ولد, لازم تعلميه يستقل عنك !!) (انتى علقتيه بيكى كدة ليه!!!) (انتى الى عملتى فى نفسك كدة!!)  و كنت دايما بارد بأدب " لما يكبر هيسيبنى و ياخد على الناس لوحده" و دة الى حصل فعلا الحمد لله. لكن انا باعترف ان الكلام دة هزنى فى الاول قبل ما اقرأ و افهم عشان كدة نفسى كل ام تبقى واثقة فى غريزتها و متسمعش كلام حد و مترضيش اى حد على حساب ابنها ابدا.

بعد فترة ابتديت اقرأ عن ال RIE المنهج التربوى الى اسسته ماجدة جربر و انا باعترف انه رائع و استفدت منه كتير جدا لدرجة انى كان ممكن اعد بالساعات اقرأ على موقع janetlansbury , المشكلة الوحيدة الى قابلتنى هى ان الراى بيتكلم ان الاطفال الدارجين toddlers " اول ما يبتدوا يمشوا عند سنة تقريبا" محتاجين لقواعد ثابتة تطبقها الام باحكام boundaries و طبعا فى اوقات كتير مش بيقبلوها بسهولة و بتكون النتيجة نوبات بكاء لازم تتعامل معاها الام بهدوء, يعنى تفضل ملازمة طفلها و تكلمه عن انها فاهمة سبب مشاعره دى و تتقبل مشاعره.

الحقيقة كنت الاول متلخبطة و مش عارفة ايه القواعد المناسبة لسن آدم و احيانا كنت بحس بتأنيب الضمير من نوبات بكاؤه بسبب حاجة عايزها و انا منعاه, و مع الوقت ابتديت اميز القواعد المقبولة و دى كانت غالبا القواعد الى بياخد عليها بسرعة و بيتقبلها من غير معاناة, زى مثلا تبطيل الرضاعة برة البيت خاصة انه بقى ياكل عادى و زى كمان انه مينفعش يعد على رجل ابوه و هو سايق, لكن كان فيه قواعد تانية آدم متقبلهاش بسهولة زى انه لازم يبقى قاعد و هو بياكل, كان كل ما ييجى يقوم اقعده و كان يقاوم و يعيط و بعدين اكتشفت ان انا الى حاطة قاعدة مش منطقية لان آدم فى احتياج دائم للحركة و اللعب, فبدل ما افرض عليه انه يقعد جبتله كرسى و تربيزة صغيرين فى المطبخ ياكل عليهم و لو قام و سابهم باحترم رغبته لانه غالبا بيكون شبع.

الحاجة التانية الى كنت عايزة احط قواعد حواليها هى الرضاعة, آدم بيرضع عند الطلب زى ما منظمة الصحة العالمية بتنصح, و بينام و هو بيرضع. و فى يوم قرأت حوار لطيف بين janet معلمة الراى و بين احد انصار التربية الحميمية اختلفوا فيه بخصوص موضوع الرضاعة, janet كان من رأيها ان حتى الرضاعة المفروض يكون فيه قواعد بخصوصها و متبقاش سكاتة بنسكت بيها الطفل كل ما يعيط  خاصة للاطفال الدارجين, والحقيقة كلامها اقنعنى و حبيت ابتدى اطبقه مع آدم خاصة انه اتم عامه الاول و كتمهيد للفطام الكامل ان شاء الله, لكن باعترف انى لحد دلوقتى منجحتش اوى و لسة باحاول الاقى التوازن بين انى احط قواعد مقبولة و فى نفس الوقت مبقاش بتجاهل ابنى و احتياجاته.

و دة الحوار المثير للتفكير الى قلتلكم عليه : http://www.janetlansbury.com/2010/02/attachment-parenting-debate-for-crying-out-loud/

التجربة دى علمتنى حاجة مهمة اوى, ان افضل شئ ان الام تقرأ فى اكتر من مدرسة للتربية و تعرف ايه الفروق و الاختلافات الى بينهم لان كل مدرسة بتركز على جانب معين و كل مدرسة فيها ايجابيات و خير كتير و الى حد ما بيكملوا بعض, عشان كدة مش لازم الأم تكون متعصبة لمدرسة و احدة بكل ما فيها لان مفيش شئ صح 100% و القاعدة بتقول " كل يؤخذ منه و يرد عليه" و الحكمة دايما ضالة المؤمن و هو أولى الناس بها زى ما النبى -صلى الله عليه و سلم- علمنا. و كمان مفيش كتالوج موحد للتعامل مع كل الاطفال عند سن معين لان كل طفل بيختلف عن التانى. فيه قواعد عامة زى ان الاطفال بعد عامهم الاول محتاجين الام تبتدى تحط قواعد مقبولة يلتزموا بيها, لكن ايه هى القواعد دى و ازاى نفهما للطفل و نعوده عليها, دة بيختلف حسب استعداد الطفل و الام بس هى الى تقدر تحدده من معرفتها بابنها.

للمهتم بمعرفة الفروق بين الراى و التربية الحميمية, انصح بقراءة المقالات دى:






هناك 3 تعليقات:

  1. ازاى المقالة رائعة كده..محظوظ ادم ماشالله

    ردحذف
  2. ازاى المقالة رائعة كده..محظوظ ادم ماشالله

    ردحذف