الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

قصة الراى..كيف بدأ و أهم مبادئه؟

 الراى فلسفة تربوية معروفة و ان كانت أقل شهرة من فلسفات اخرى واسعة الشهرة زى Attachment parenting أو positive discipline و لأن ال محتوى العربى الى بيشرح الفلسفة دى يكاد يكون منعدم قررت ابادر و ابدأ انا بالكتابة عن الراى. و قبل ما احكي لكم القصة من الاول عايزة انوه بان مفيش فى التربية شخص او مدرسة صح بشكل مطلق..لكن احنا بنوسع مداركنا بأننا نقرأ فى كل حاجة و نختار الى شايفينه أصح و أقرب لقلوبنا. و احقاقا للحق, الراى من اقرب مدارس التربية لقلبى و نفعنى كتير جدا مع ابنى و الحمد لله و أصبحت القراءة عنه شغفى الأول.

تعالوا بقى احكيلكوا القصة من الأول خالص..ماجدة جربر...امرأة مجرية ولدت و عاشت فى المجر..أم لطفلتين... فى احد الايام مرضت ابنتها ذات الستة أعوام بالتهاب الحلق...فكلمت ماجدة طبيب ابنتها لتجده هو الاخر مريض...اقترح الطبيب عليها ان تحادث الطبيبة Emmi pickler لترى ابنتها بدلا منه.

جاءت Emmi الى بيت ماجدة و عندما همت ماجدة بالكلام اشارت اليها ايمى ان تسكت و توجهت بالكلام للطفلة لتسألها عن حلقها...فوجئت ماجدة بان ابنتها ذات الستة اعوام ترد بذكاء و ادب...ثم سالت ايمى الطفلة اذا كانت تريد ان تنظر الى حلقها (حلق الطبيبة) وبعد ذلك استأذنتها لتنظر هى الى حلقها...قالت: افتحى فمك جيدا و لان احتاج ان استخدم خافض اللسان...و بالفعل هذا ما فعلته الطفلة.

تأثرت ماجدة كثيرا بالاحترام الذى ابدته الطبيبة لابنتها..و منذ ذلك اليوم تتلمذت ماجدة على يد ايمى و تشربت افكارها و ربنت ابنها الثالث على هذه المبادئ منذ مولده.

جدير بالذكر ان ايمى طبقت افكارها اولا على ابنتها ثم على العائلات الى كانت ايمى طبيبة الاطفال الخاصة بهم ثم على ملجأ للأيتام كانت تشرف عليه و عزمت على تغيير الاحوال السيئة المعروفة عن الاطفال فى المؤسسات عن طريق تطبيق افكارها على الاطفال فى الملجأ بمساعدة تلميذتها ماجدة جربر.

بعد ذلك قامت مؤسسة الصحة العالمية بدراسة للاطفال دول و ازاى تأقلموا بعد ما اتبنتهم عائلات و وجدت انهم تأقلموا بشكل جيد زى اى طفل عادى نشأ من اول حياته فى اسرة و كبروا و اصبحوا مواطنين صالحين.

ماجدة هاجرت مع أسرتها للولايات المتحدة سنة 1957. 
فى عام 1972 طلب طبيب الاطفال توم فورست يقابلها ويطلب منها النصيحة بخصوص برنامج وقائى لاطفال تبع موسسة CHC , البرنامج كان هدفه التعامل مع مشاكل الصحة العقلية مبكرا قبل ما تصبح جزء من شخصية الطفل و بالفعل اشتغلت ماجدة فى البرنامج لمدة 4 سنوات,
البرنامج كان بيشتمل على جزء تطبيقى لتدريب الاباء و الامهات, يعنى مش مجرد كلام نظرى بيتقال لهم, لا و كمان جزء عملى تطبيقى عن طريق مجموعات من 4 او 5 اطفال فى نفس العمر بيتقابلول مرة اسبوعيا لمدة ساعتين, الاطفال تراوحت اعمارهم من 5 شهور لسنتين.
 خلال التدريب كانت ماجدة و الدكتور فورست فى نفس الغرفة مع الاطفال , بينما الاخررون فى غرفة مجاورة يراقبون  ما يحدث. ماجدة و فورست اظهروا للاباء مثال عملى لما اسموه selective intervention أو التدخل الانتقائى, يعنى امتى و ازاى اتدخل كشخص بالغ اثناء لعب الاطفال و تفاعلهم مع بعض؟ ازاى اكون متاح للطفل بدون ما اقحم نفسى عليه؟
البرنامج كان اسمه demonstration infant program أو DIP

فى عام 1978 انشأت ماجدة مدرسة الراى RIE مستلهمة افكار ايمى بكلر و افكارها الى اتبلورت اثناء شغلها فى برنامج DIP مع الاطفال و ابائهم, الراى فلسفة متكاملة للتعامل مع الاطفال خاصة تحت عمر سنتين قائمة على احترام الطفل و النظر اليه باعتباره انسان كامل مستحق للاحترام من اول يوم بيتولد فيه و هى دى أهم مبادئه.

 من كان يوم أدركت أهمية الراى فى حياتى و ازاى غير تفكيرى لما كان ابنى(سنتين و شهرين) مريض و راح للدكتور يكشف, و احنا خارج العيادة كنت باتكلم معاه و أفهمه كل حاجة..يا ادم, الدكتور هيبص على زورك عشان انت عيان...و اوريله ازاى يفتح فمه...كان داخل متوقع الى هيحصل و عنده استعداد يتعاون لو كانوا اتعاملوا معاه باحترام ..لكن للاسف المساعدة بتاعت الدكتور ما حاولتش تتكلم معاه اصلا و لا بصتله...شالته أكنه شئ و ليس انسان...حطته على الميزان...ادم ابتدى يصرخ...و انا باحاول اهديه...و هى مكملة...راحت شايلاه من ع الميزان نيمته على تربيزة الكشف..و بتفتح له البنطلون!!!! هنا بقى مقدرتش استحمل و قلتلها سبيه انا افتحله هدومه..استغربت اوى والدكتور رد بعصبية, لو سمحتى ابعدى و كشف على ادم و هو بيعيط ..و انا باحاول اكلمه و اوريله نفسى.

كان موقف سئ جدا..جايز اكون خذلت ابنى فيه وما دافعتش عنه بالقدر الكافى...و على قدر ما ازعجنى, على قدر ما حسيت بنعمة الراى الى خلانى اشوف ابنى انسان كامل بيفهم و يحس و مستحق للاحترام الكامل وحرم الناس دول من النعمة دى.

جدير بالذكر ايضا ان طول فترة المرض ادم كان بياخد الدوا بنفسه و كان متعاون جدا بفضل الله و مكنتش باضطر اغصب عليه غير مرات معدودة.

و للحديث بقية ان شاء الله


هناك 3 تعليقات:

  1. رااااائع جدا ..جزاك الله الف الف خير ..متعطشة جدا اني اقرأ عن الفلسفة دي واتمنى تكتبي اكتر واكتر ..حصلي فعلا نفس الموقف مع دكتور وكنت في غاية الضيق وبجد حسيت اني خذلت ابني اوي ساعتها ...اذا ممكن بردو تضعي لنا روابط او مصادر بتقرأي منها او هل فيه كتب ممكن نقرأها ..اسفة للاطالة ��

    ردحذف
  2. جزانا و اياكى يا مى. من افضل المصادر عن الراى مدونة janetlansbury و مدونة regarding baby, و كتب ماجدة جربر..قرات منها your self confident baby

    ردحذف
    الردود
    1. جزاك الله خير الجزاء وشكرا جدا لاهتمامك 😊متابعة معاك اكيد وان شاءالله هطلع على المدونات ومؤلفة الكتاب

      حذف