الجمعة، 12 أغسطس 2016

مبادئ ال " راى" : اقرار المشاعر


عارفة لما تكونى مخنوقة و عايزة تبكى قدام حد...قدام زوجك مثلا....بتكونى محتاجة ايه؟ يسيبك تبكى و تتشحتفى بصوت عالى لحد ما تخلصى "بكاء" لوحدك...بتكونى محتاجاه جنبك ...ساكت و متعاطف بملامحه ...بتكونى محتاجة مساحة تفرغى كل الى جواكى بدون مقاطعة, صح؟
طيب لو انتى بتبكى ...و لقتيه صبره نفد و بيقولك بنبرة متوترة " فيه ايه بس؟" "ايه الى حصل؟" " استغفر الله العظييييييييييم"لو بتبكى و لقتيه عمال ينصحك..".ما انتى كان المفروض تعملى كذا"....او "قومى اغسلى وشك عشان تهدى"لو بتبكى و لقتيه بيقلل من شأن مشاعرك...."الموضوع مش مستاهل كل دة" " البكاء مش هيحل المشكلة"
هتحسى بايه؟
حسيتى خلاص؟ . . . . اهو دة بالظبط و اكتر منه الى بنعمله مع اولادنا ...بنتعامل مع مشاعرهم بنفس عدم الارتياح و نفاد الصبر...و بدلا من اعطائهم الفرصة كاملة للتعبير و التفريع...بيكون كل همنا نسكتهم.
"الراجل ميعيطش""البكاء مبيحلش مشكلة"" اهدى و عبرى بالكلام"
كلمات بنقولها لاولادنا _من وجهة نظرى_ غير صحيحة...الرجل بيبعيط عادى...و النبى (صلى) بكى....و البكاء بيحل مشاكل نفسية كتير لأنه آلية دفاع نفسى عبقرية ربنا سبحانه و تعالى أنعم علينا بها ...و من حقى اعبر بالبكاء او بالكلام...المهم انى اعبر...و الاهم انى اجد قبول و سعة صدر و تفهم لما اعبر.
أيضا الطفل الرضيع الى كل ما يبكى ..يجد طرق على ظهره...او يجد لهاية فى فمه...او تقوم امه بارضاعه ..مش عشان هو جعان....لكن عشان يسكت!
بنتصرف بالطريقة دى لاننا لا نشعر بالارتياح ل "بكاء" أطفالنا لاننا بنحبهم و عايزينهم دايما سعداء....لكن لازم نفهم ان من اهم عوامل الذكاء العاطفى هى ازاى الشخص بيتعامل مع مشاعره ..الحزن ..الغضب...الاحباط الخ, و لازم نفهم ان بذور الذكاء العاطفى بتتكون من اول يوم فى حياة الطفل.
مرحلة الطفولة المبكرة (اقل من 3 اعوام) مرحلة فوران عاطفى..نوبات غضب و بكاء على أشياء من و جهة نظرنا "مش مستاهلة" و الرسايل الى لازم نوصلها للطفل هى :
"مش غلط تشعر بما تشعر به"" " أنا متفهم مشاعرك و متعاطف معاك"  " أنا جنبك لو احتاجتنى"
نوصلها ازاى؟
  • تكونى متاحة للطفل .. قاعدة جنبه.... وراقبى طفلك عشان تعرفى هو حاسس بايه و ليه.
  •  منفرضش نفسنا عليه بأى طريقة زى"هات حضن" و نشده ...هو لو عايز ييجى فى حضنك هييجى...ممكن بس تعرضى عليه...أو متعرضيش و تسبيه هو يجيلك لما يحب.
  • نقول أقل عدد من الكلمات "انت زعلان عشان كذا".... "معلش انا حاسة بيك" و بعدين نسكت و نقاوم رغبتنا فى اننا نعيد الكلام تانى...نقاوم رغبتنا فى اننا نقترح اى شئ " تيجى نعمل كذا" ..نسكت و نديله فرصته للتعبيركاملة.
  • لو الشئ الى أثار مشاعر الطفل هو احد "الحدود السلوكية" الى احنا طالبنا الطفل بها...مش هنتراجع عن موقفنا طالما الحدود دى منطقية ...لكن بالرغم من كدة هنقر مشاعر الطفل تجاه الحدود  " انت زعلان عشان ان منعتك تعمل كذا"...احيانا كمان بيكون بكاؤه "تلكيكة" لتفريغ شحنة بداخله مش عارف يعبر عنها بالكلام أكترمنه  عشان "الحدود" الى انتى طالبتيه بها...فبلاش تحرميه من التفريغ دة بانك تتراجعى عن موقفك...
  • لا تقومى بتشتيت الطفل " بص بص اللعبة دى".." يلا نغنى أغنية كذا" ... هو دلوقتى بيتعلم ازاى يتعامل مع مشاعره و بيبنى اول "لبنة" فى ذكاءه العاطفى .. بيتعلم يواجه مشاعره و يتعامل معاها بدل ما يهرب منها...بيتعلم ازاى يتعاطف مع انسان اخر عن طريق تعاطفنا معه ...بلاش تحرميه من الفرصة دى
باختصاراصبرى ..تواجدى بهدوء ...تقبلى مشاعره...اقرى مشاعره " بالكلام" ...متحكميش على طفلك...اديله مساحة يعبر و يفرغ ما بداخله....اديله فرصه يواجه جزء حتمى من الحياة "المشاعر" و يتعامل معاه فى وجود امه الحنونة ...مش مطلوب منك "تسكتيه" لكن مطلوب منك تتقبليه...تتفهميه....تتعاملى مع عدم الارتياح بداخلك اثناء استماعك له...و تقاومى رغبتك فى مقاطعته أو تشتيته ...فقط اقرى ما يشعر به مهما بدا غير منطقى.

هناك تعليقان (2):

  1. ربنا يباركلك ي ميادة وجعله في ميزان حساناتك💕💕

    ردحذف
  2. ربنا يخليكى يا ميسون :) معلش لسة شايفة التعليق :)

    ردحذف