الخميس، 4 أغسطس 2016

مبادئ الراى: ثق ..افعل اقل...لاحظ اكثر

كلنا عارفين النموذج السئ الشهير للأب المشغول فى شغله و الأم المشغولة مع أصحابها فى النادى و الاتنين ميعرفوش حاجة عن أولادهم لحد ما الأولاد ينحرفوا...النموذج دة سئ جدا فعلا و مدمر لشخصية الأبناء لكن أنا شخصيا ما شوفتوش غير فى الأفلام العربى!!

بينما يوجد نموذج تانى -مبناخدش بالنا منه- و قد لا يقلل ضررا على شخصية الأبناء و أنا شخصيا قابلته كتير جدا و أكاد أجزم ان أغلب الأمهات و الاباء يقعوا فيه احيانا بدرجات متفاوتة .... النموذج دة هو ما يسميه الأجانب بال overparenting ...الأباء المهتمين زيادة عن اللزوم...أو عشان أكون أدق فى التعبير, الاباء الى "بيعملوا" زيادة عن اللزوم لحد ما حرفيا و بمعنى الكلام بيصيبوا أبنائهم بالعجز والاعتمادية و فقدان الحافز الداخلى و البوصلة الداخلية.

طيب " بيعملوا " ايه تحديدا زيادة عن اللزوم؟

بيوجهوا زيادة عن اللزوم
بينصحوا زيادة عن اللزوم
بيحلوا مشكلات أبنائهم
بيحموهم زيادة عن اللزوم..."أو هم فاكرين انهم بيحموهم" ..و لو حتى من المشكلات و التحديات الطبيعية و المناسبة لسنهم
بيمدحوا زيادة عن اللزوم
بيعملوا كل شئ بالنيابة عن أبنائهم...زى الأم الى بتحل الواجب لابنها...أو الام الى بتنط لابنها فى المدرسة كل شوية عشان تحلله مشاكله مع زمايله (احيانا بيكون ضرورى نتدخل بس متكونش دى القاعدة) ..او الام الى بتعفى ابنائها من واجبتهم تجاه النظافة و النظام بحجة انهم بيذاكروا او ان الولد المفروض ميعملش حاجة!...الأم الى بتفضل تدخل فى حياة ابنائها حتى بعد ما يتجوزوا بدعوى الحب و الاهتمام لحد ما تفسدها تماما زى الدبة الى قتلت صاحبها ...و الأمثلة لا تعد و لا تحصى و قس على ذلك ما شئت.

طيب ايه النفسية الى بتؤدى للتصرف بالطريقة دى؟

نفسية قلقة غير واثقة, لا تثق بابنائها و ان ادعت غير ذلك, لا تثق فى الحافز الداخلى لديهم و لا تثق فى قدرتهم على مواجهة التحديات و الخروج منها سالمين...لا تثق فى قدرتهم على حل المشكلات و لا فى حكمهم على الأمور لانهم "لسة صغيرين" او هكذا تعتقد....و حتى لما بيكبروا تظل قلقة و معتقدة انهل لازم تدخل و لازم توجه ابنائها و لازم تنصح لانها هى "الكبيرة" " ذات الخبرة" بينما قد يفوقها ابنائها خبرة و فهما بسنوات.

و عدم الثقة دى بيتشربها الطفل الصغير و تصبح للاسف جزء من مفهومه عن ذاته...انا غير اهل للثقة...انا مش هاعرف...انا محتاج حد يوجهنى..انا محتاج حد يحفزنى...الخ.

طب يلا نرجع فلاش باك كدة . . .

هى دى نفسها الأم الى بتمسك ايد ابنها و تمشيه لانه عنده سنة و لسة لم يمشى وحده!

هى دى الأم الى اول ابنها الى عنده سنة ما يشد لعبة من ايد طفل اخر...و بدلا من ان تعطيهم مساحة للتعامل بما يلائم سنهم و مساحة لاكتساب مهارات اجتماعية بشكل طبيعى و عن طريق الاحتكاك...تدخل مباشرة و تؤمر ابنها باعادة اللعبة عشان تعلمه المشاركة!! لانها ببساطة لا تثق انه قادر ان يتعلمها وحده.

هى دى نفسها الأم الى اعدت تدفع ابنها الى عنده سنة و نص عشان يتحكم فى الاخراج لحد ما اصابته بامساك مزمن و ضيق...بدلا من ان تثق فى قدرته على تحقيق ذلك بيسر عندما يكون مستعدا لذلك.

هى دى الأم الى دايما توجه ابنها " قول شكرا" "قول اسف" ...بدلا من ان تثق انه هيكتسب الاداب دى فقط عن طريق القدوة و ساعتها لما يقول" شكرا" و " اسف" هيعنيها بجد مش هيكون مجرد ببغاء يردد.

هى دى الام الى اول ما تلاقى ابنها محبط و هو بيحاول فى لعبة معينة..تدخل و تعملهاله علطول او تقترح عليه حلول.

هى دى الام الى بتغصب على ابنها ياكل لانها لاتثق فى قدرة جسمه على تقدير احتياجاته و الحصول عليها.

و الأمثلة ايضا لا تعد و لاتحصى و قس على ذلك ما شئت...أم قلقة ..بتحب ابنها و عايزة مصلحته...لكنها لا تثق به..و ان انكرت ذلك!

طيب ابه علاقة الكلام دة بفلسفة الراى؟

الحقيقة انا باقر و اعترف انى زى 90 % من الامهات كانت عندى ميول انى اكون النموذج المذكور اعلاه...ولانى بنت الثقافة التى لا تثق فى الاطفال لانهم "لسة صغيرين" و "مش هيفهموا" و "مش هيعرفوا" الخ الخ ...فبالتالى هو دة كان فهمى للامور...لولا فضل ربنا علية و فضل الراى الى علمنى اثق فى ابنى.

كام مرة و انا بكلم ادم باسمع من الى حواليا كلمة " مش هيفهم" لكن ادم بفضل الله كان بيفهم و بيستجيب و بيتعلم الكلام كمان :-)

كام مرة اسمع كلمة " مش هيعرف" لكن دايما كان بيفاجئهم انه عرف :-)

كام مرة سمعت تشكيك و كلام محبط...هيفضل لازق فيكى ..هيفضل ميبحبش الناس...لكن انا كنت دايما و اثقة فى ابنى و عارفه انه هيطور مهاراته الاجتماعية بالمعدل المناسب ليه..و انه مش هيفضل لازق فية...و انه طفل طبيعى جدا.

الراى بيقولك ثقى فى ابنك.
ثقى انه هيمشى..و هيتعلم الاداب الى انتى بتوريهاله بتصرفاتك...و هيكتسب مهارات اجتماعية لو اديتيله مساحة للتعامل.

ثقى ان الاحباط مش هيموته..بالعكس الاحباط جزء من حياتنا لازم نعرف نتعامل معاه و انا مش وظيفتى احمى ابنى من الاحباط و لا من المشاكل و التحديات لانه محتاجها و لو منعتها عنه يبقى بضره اكتر ما بفيده.

ثقى فى ميوله و استعداده..و متغصبيش عليه شئ هو مش مهتم بيه...ثقى انه self learner..بيتولد و عنده فضول و شغف بالمعرفة احنا الى بنطفيهم بتدخلنا و توجيهنا الزائد.

ثقى انه مولود بحافز قوى للحياة..و زى ما انتى معلمتهوش المشى و هو مشى لما كان مستعد...هيتحكم فى الاخراج ايضا لما يكون مستعد...بدون ضغط و بدون شد و جذب...ثقى انه هياكل ما يكفيه و اوعى تغصبى عليه ياكل.

ثقى ...تمهلى ... و قاومى رغبتك الملحة فى التدخل ( اتكلمت عن الموضوع دة هنا )

و للحديث بقية ان شاء الله.

هناك 4 تعليقات:

  1. رااائع رااائع مبسوطة بالتدوينة دي جدااااا لانها بتمثلني جدا ..فعلا بسمع من اللي حواليا كتير لكن مؤمنة من داخلي ان كل ده مش صحيح وان ابني هيقدر لكن ماانكرش اني ساعات عملت حاجات غلط😕وفعلا كنت بدور على الصح واقرأ ..ماتتخيليش كتابتك عن الراي فتحتلي ابواب وأفق واحسستها هيا دي اللي أقرب الى قلبي فعلا ..بشكرك من كل قلبي ياميادة وبورك لك في الوقت والجهد ..واصلي الطريق في الكتابة عن الراي لان في امهات كتير نفسها تعمل الصح ..جزاك المولى خير الجزاء ..وآسفة للاطالة وتقبلي تحياتي😊

    ردحذف
  2. ربنا يكرمك يا مى على الكلمات الجميلة و التشجيع, أسعدتينى والله :-)

    ردحذف
    الردود
    1. وانت والله اسعدتيني جداا بمقالاتتك 😊تسلمي ي رب وربنا يبارك لك ف ابنك وفي الوقت والجهد 💕

      حذف
  3. تسلمى حبيبتى :-) و يباركلك فى اولادك يا رب

    ردحذف