الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

ولادة آدم (4) ~ عملية الطهارة

ايه الى حصل لآدم لما اخدوه بعيد عنى لمدة ساعة ؟ اخدوه نضفو جسمه و شفطوله و عملوله عملية الطهارة. آدم كان بيبكى بالدموع و هو بيطاهر. و بغض النظر عن ان العملية متعملتش كويس و فيه احتمال انه يحتاج يعملها تانى ببنج كلى ويمر بكل الام العملية تانى بس مش دة موضوعنا الى عايزة اتكلم فيه.
آدم عمل العملية بدون بنج وعرفت بعدها من جوزى (هو كمان طبيب) انها بتتعمل فى مصر لحديثى الولادة من غير بنج نهائى, و لما سألت عن السبب قالولى لانهم مش بيبقو حاسين بحاجة!! سألت مين الى قال انهم مبيحسوش؟ هم مش بنى آدمين زينا؟!! و هل الكلام دة علمى و مبنى على أبحاث و لا مجرد افتراضات ؟؟ و الحقيقة مكنتش بالاقى رد مقنع.
بعدها ابتديت ادور انا بنفسى على الدليل و فوجئت ان العملية بتتعمل فى دول تانية ببنج موضعى بيسموه dorsal penile nerve block او اضعف الايمان بكريم مخدر موضعى اسمه Emla و ان كان تاثير الكريم اضعف.
عرفت كمان انهم بيقيسو مقدار الالم عند حديثى الولادة اثناء العملية بأ داة اسمها Neontal Infant Pain Scale   بتقيم الالم عن طريق تعبيرات الوجه والبكاء والتنفس و حركة اليديين و الرجلين ودرجة الانتباه, وانهم وجدو فروق واضحة فى درجة الالم بين الاطفال الى بيعملوعملية الطهارة ببنج والى بيعملوها بدون بنج.
يعنى مش بس بعدوا ابنى عنى فى اكتر وقت هو محتاجلى فيه, لا و كمان اول تجربة ليه فى الدنيا تبقى عملية جراحية مؤلمة جدا و بدون اى تخدير!

عرفت كمان ان التشفيط الى بيعملوه لحديثى الولادة فى مصر مبقاش يتعمل فى الدول المحترمة الا لو فيه دليل على ان الطفل عنده انسداد فى الممر الهوائى, و استبدلوه بمجرد مسح انف الطفل و فمه  بفوطة ودة لانهم وجدو ان التشفيط ملوش افضلية على المسح و له اعراض جانبية محتملة زى انه ممكن يحفز العصب الحائر و يؤدى الى انخفاض معدل ضربات القلب,و فيه دراسات كمان وجدت ان الاطفال الى بيتعملهم تشفيط بيبقى تقييمهم اقل على حرز أبغار Apgar score  و معدلات تشبع الاكسجين عندهم بتكون أقل. 

خلاصة كل الى فات دة, ان الطب فى مصر منفصل عن الابحاث الحديثة فى العالم خاصة فى مجال التوليد و حديثى الولادة, وان الممارسات القديمة مهيمنة عليه حتى لو ثبت علميا عدم جدواها او ضررها, الى حصل انى وثقت فى مجموعة من الاطباء لكن ثقتى للاسف كانت فى غير محلها واتسببو لطفلى فى تجربة اليمة و حرمونى من لحظة من اجمل لحظات الامومة.

المصادر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق