الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

مبادئ الراى: كيف اضع الحدود لطفلى الدارج؟


الطفل الدارج و الاطفال الاكبر كمان محتاجين يحسوا ان الام و الاب بيقوموا بدور "القائد" فى حياتهم ومحتاجين "حدود" و اضحة للسلوك. الاطفال الدارجين دايما بيختبرونا عشان يعرفوا فين الحدود ؟ الاختبار دة هو طريقتهم فى طلب مساعدة و طلب اجابة واضحة على سؤال الطفل بيسألهولنا بس بطريقته هو.

الطفل لما بيفتقد صورة القائد الى محتاجها ولما مش بيلاقى اجابة و اضحة و صريحة على اختباره للام, بيفقد احساسه بالامان و بيدخل فى دائرة مفرغة من الاختبار بتظهر على شكل طفل متمرد صعب الارضاء.


 طيب ايه هى الحدود المناسبة للطفل من عمر سنة تقريبا او اقل ؟

  • الحدود المتعلقة بأمان الطفل
  • عدم الاعتداء على طفل اخر باى طريقة
  • بعض القواعد الخاصة بالنظافة و النظام و عدم التخريب بما يتناسب مع سنه و بدوت تفريط او افراط
  • اداب التعامل مع الاكبر سنا ايضا بما يتناسب مع سنه و بدون تفريط او افراط
  • آداب عامة للسلوك زى آداب الطعام و استخدام الحمام والنوم غيره
  • توجد اشياء من حق الطفل يقررها ..زى هياكل ولا لا؟ و هياكل اد ايه؟ انا باعرض عليه طعام صحى و متنوع طول الوقت و اترك لشهيته ان تقرر الباقى ... كذلك التحكم فى الاخراج...مرتبط بالاستعداد الجسمانى و النفسى للطفل...مقدرش اتحكم فيه, لكن لو الطفل ابدى عدم استعداد فى وقت معين, يبقى من واجبى اتاكد انه لابس الحفاضة لحد ما يكون مستعد.

ازاى اساعد الطفل يلتزم بالحدود؟

  • اخبريه بالحدود مسبقا قدر الامكان.
  • خلى  نبرة صوتك هادئة و واثقة لان دة بينعكس على احساس الطفل بالامان و الثقة و بيوصل للطفل رسايل " أمى مسيطر على الموقف" " امى لا تشعر بالتهديد من بكائى او نوبات غضبى" " امى قادرة على التعامل مع هذا الجانب منى".
  • اوضح الحدود و القواعد باسلوب فيه احترام كامل للطفل و شرح قصير لسبب القاعدة التى اطالبه بالالتزام بها ....شرح قصير, مش محاضرة و لا محايلة.
  • احيانا بيكون لازم اخد بايد الطفل برفق و اساعده على الالتزام لان الكلام لوحد بيكون غير كافى.
  •  اثبتى على موقفك كل مرة, لا تتراجعى عن موقفك بسبب رد الفعل الانفعالى للطفل تجاه تمسكنا بالحدود, يعنى مش عشان خايفة من بكاؤه او نوبات غضبه لكن ممكن تتراجعى بسسب انك فكرتى و اعدتى النظر فى الامر ...و ساعتها تكونى صريحة مع الطفل " انا كنت قلت كذا, بس انا فكرت و لقيت انك ممكن تعمل كذا " , دة بيورى للطفل نموذج للمرونة فى التفكير و التواصل الصريح.
  • تمسكنا بالحدود فى وجه طفل "مقريف" احيانا بيكون فرصة رائعة له للتفريغ العاطفى. و دة الى حصل لما ابنى ادم ابنى رجع مقريف من الحضانة على غير عادته و ابتدى يطلب اشياء يعلم انها غير مقبولة بالنسبة لى. شعرت انه يبحث عن فرصة للتفريغ و تمسكت بالحدود و لم اخشى ردة فعله...ادم بكى لمدة 10 دقائق ..و بعدين جه فى حضنى و هدى...ثم بدا يضحك و يلعب كعادته بعد ان حصل على فرصته كاملة للتفريغ العاطفى.  بعد ان هدأ سالته اذا كان فيه شئ ضايقه فى الحضانة و اعتذرت له ان كان بدر منى شئ غصب عنى سبب له هذا الضيق و اخبرته انى احبه.

و اخيرا, متخفيش تقومى بدورك مع ابنك ك "قائد" له, مفيش حاجة اسمها انا هاربى ابنى على الحرية فاسيب الطفل يعمل الى هو عايزه, دى مسمهاش تربية ...حتى لو بدا ليكى ان دة الى الطفل عايزه want , فمش دة الى هو محتاجه منك need

There is a difference between a need and a want

و للحديث بقية ان شاء الله

الجمعة، 12 أغسطس 2016

مبادئ ال " راى" : اقرار المشاعر


عارفة لما تكونى مخنوقة و عايزة تبكى قدام حد...قدام زوجك مثلا....بتكونى محتاجة ايه؟ يسيبك تبكى و تتشحتفى بصوت عالى لحد ما تخلصى "بكاء" لوحدك...بتكونى محتاجاه جنبك ...ساكت و متعاطف بملامحه ...بتكونى محتاجة مساحة تفرغى كل الى جواكى بدون مقاطعة, صح؟
طيب لو انتى بتبكى ...و لقتيه صبره نفد و بيقولك بنبرة متوترة " فيه ايه بس؟" "ايه الى حصل؟" " استغفر الله العظييييييييييم"لو بتبكى و لقتيه عمال ينصحك..".ما انتى كان المفروض تعملى كذا"....او "قومى اغسلى وشك عشان تهدى"لو بتبكى و لقتيه بيقلل من شأن مشاعرك...."الموضوع مش مستاهل كل دة" " البكاء مش هيحل المشكلة"
هتحسى بايه؟
حسيتى خلاص؟ . . . . اهو دة بالظبط و اكتر منه الى بنعمله مع اولادنا ...بنتعامل مع مشاعرهم بنفس عدم الارتياح و نفاد الصبر...و بدلا من اعطائهم الفرصة كاملة للتعبير و التفريع...بيكون كل همنا نسكتهم.
"الراجل ميعيطش""البكاء مبيحلش مشكلة"" اهدى و عبرى بالكلام"
كلمات بنقولها لاولادنا _من وجهة نظرى_ غير صحيحة...الرجل بيبعيط عادى...و النبى (صلى) بكى....و البكاء بيحل مشاكل نفسية كتير لأنه آلية دفاع نفسى عبقرية ربنا سبحانه و تعالى أنعم علينا بها ...و من حقى اعبر بالبكاء او بالكلام...المهم انى اعبر...و الاهم انى اجد قبول و سعة صدر و تفهم لما اعبر.
أيضا الطفل الرضيع الى كل ما يبكى ..يجد طرق على ظهره...او يجد لهاية فى فمه...او تقوم امه بارضاعه ..مش عشان هو جعان....لكن عشان يسكت!
بنتصرف بالطريقة دى لاننا لا نشعر بالارتياح ل "بكاء" أطفالنا لاننا بنحبهم و عايزينهم دايما سعداء....لكن لازم نفهم ان من اهم عوامل الذكاء العاطفى هى ازاى الشخص بيتعامل مع مشاعره ..الحزن ..الغضب...الاحباط الخ, و لازم نفهم ان بذور الذكاء العاطفى بتتكون من اول يوم فى حياة الطفل.
مرحلة الطفولة المبكرة (اقل من 3 اعوام) مرحلة فوران عاطفى..نوبات غضب و بكاء على أشياء من و جهة نظرنا "مش مستاهلة" و الرسايل الى لازم نوصلها للطفل هى :
"مش غلط تشعر بما تشعر به"" " أنا متفهم مشاعرك و متعاطف معاك"  " أنا جنبك لو احتاجتنى"
نوصلها ازاى؟
  • تكونى متاحة للطفل .. قاعدة جنبه.... وراقبى طفلك عشان تعرفى هو حاسس بايه و ليه.
  •  منفرضش نفسنا عليه بأى طريقة زى"هات حضن" و نشده ...هو لو عايز ييجى فى حضنك هييجى...ممكن بس تعرضى عليه...أو متعرضيش و تسبيه هو يجيلك لما يحب.
  • نقول أقل عدد من الكلمات "انت زعلان عشان كذا".... "معلش انا حاسة بيك" و بعدين نسكت و نقاوم رغبتنا فى اننا نعيد الكلام تانى...نقاوم رغبتنا فى اننا نقترح اى شئ " تيجى نعمل كذا" ..نسكت و نديله فرصته للتعبيركاملة.
  • لو الشئ الى أثار مشاعر الطفل هو احد "الحدود السلوكية" الى احنا طالبنا الطفل بها...مش هنتراجع عن موقفنا طالما الحدود دى منطقية ...لكن بالرغم من كدة هنقر مشاعر الطفل تجاه الحدود  " انت زعلان عشان ان منعتك تعمل كذا"...احيانا كمان بيكون بكاؤه "تلكيكة" لتفريغ شحنة بداخله مش عارف يعبر عنها بالكلام أكترمنه  عشان "الحدود" الى انتى طالبتيه بها...فبلاش تحرميه من التفريغ دة بانك تتراجعى عن موقفك...
  • لا تقومى بتشتيت الطفل " بص بص اللعبة دى".." يلا نغنى أغنية كذا" ... هو دلوقتى بيتعلم ازاى يتعامل مع مشاعره و بيبنى اول "لبنة" فى ذكاءه العاطفى .. بيتعلم يواجه مشاعره و يتعامل معاها بدل ما يهرب منها...بيتعلم ازاى يتعاطف مع انسان اخر عن طريق تعاطفنا معه ...بلاش تحرميه من الفرصة دى
باختصاراصبرى ..تواجدى بهدوء ...تقبلى مشاعره...اقرى مشاعره " بالكلام" ...متحكميش على طفلك...اديله مساحة يعبر و يفرغ ما بداخله....اديله فرصه يواجه جزء حتمى من الحياة "المشاعر" و يتعامل معاه فى وجود امه الحنونة ...مش مطلوب منك "تسكتيه" لكن مطلوب منك تتقبليه...تتفهميه....تتعاملى مع عدم الارتياح بداخلك اثناء استماعك له...و تقاومى رغبتك فى مقاطعته أو تشتيته ...فقط اقرى ما يشعر به مهما بدا غير منطقى.

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

مبادئ الراى: ازاى نعامل اولادنا باحترام ؟

الحمد لله ان ثقافتنا لسة بتهتم بقيمة احترام الكبير و خاصة احترام الاباء و دى حاجة جميلة جدا. لكن فكرة ان الكبير كمان لازم يحترم الصغير دى غريبة علينا شوية ...و كل ما كان الطفل اصغر ..كل ما كانت الفكرة اغرب.

طول الوقت باشوف تصرفات فيها "عدم احترام" تجاه الاطفال حتى من اكثر الامهات و الاباء محبة و رفق بابنائهم ...و دة فى رأييى لان الموضوع مش بس محبة ...الموضوع عايز درجة من الوعى.

الراى بيقولك طفلك "انسان مكتمل" من اول ما بيتولد و يستحق الاحترام الى بتعامل بيه اى شخص تانى فى حياتك.

من اول يوم فى حياته, لازم تكلمه قبل كل خطوة بتعملها و تفهمه هتعمل ايه..." يلا نلبس الحفاضة" .. "يلا نغسل ايدينا" الخ, ما ينفعش تشيله و تحطه اكنه جماد لا يعى ...دة بنى ادم مكتمل الوعى حتى لو عمره ايام...لازم تشركه فى الى بتعمله على اد قدراته ..و تديله فرصة يعمل بنفسه ..و تصبر ..و تتمهل...و بعدين تصبر تانى...و تاخد نفس عميق و تصبر كمان...لان الطفل لسة بيتعلم...و الحاجة الى انت هتعملها فى دقيقة ممكن يعملها هو فى 4 او 5 دقايق...فالموضوع محتاج قرار واعى اننا نصبر.

لازم تستأذنه الاول
قبل ما تمسح انفه لازم تستاذنه...او على الاقل تنذره....تخيل انك عندك برد و فجأة لقيت حد راح هاجم عليك و ماسح لك انفك بدون اى انذار...هتحس بايه؟ بالاهانة مش كدة؟...يبقى الحاجة الى تحسسك بالاهانة متعملهاش مع طفلك ابدا لانه شخص مكتمل الوعى و الاحساس مش جماد والله العظيم.

قبل ما تسرح له شعره لازم تستأذنه . . . قبل ما تشيله و تنقله من مكان لمكان لازم تستأذنه...و طبعا طبعا قبل ما تبوسه او تحضنه لازم تستأذنه...و لو الطفل لسة مش بيتكلم ..استنى عشان تشوف فى عنيه انه موافق و مستعد لطلبك.

طب لو مش موافق اعمل ايه؟
انا باقول لابنى...المنديل اهو..لما تحب تمسح انفك قول أو الدواء اهو, لما تحب تاخده قول....غالبا بعدها علطول بيوافق لانه بيحس انى احترمته و مفرضتش نفسى عليه.

انا عارفة ان الكلام شكله غريب علينا, بس مع الوقت هنتعود و هيبقى احترامنا لابنائنا اسلوب حياة ان شاء الله.

طيب ايه كمان مبناخدش بالنا منه؟
ابنك تنده عليه باسمه و تتكلم عنه باسمه ..مش "الواد" او "الولد" ....و غيرها من كلمات التنكير. 
اوعى تستخدم اى لفظ مهين او كلام سلبى تصف بيه ابنك ...ميسمعش عن نفسه غير كلام ايجابى وبس...و متسمحش لحد يتكلم عنه بطريقة سلبية ابدا لانه لسة بيكون مفهومه عن نفسه والى انت بتقوله عنه هيصدقه و هيصبح جزء من مفهومه الذاتى.

لما تتكلم مع طفلك "النونو" اتكلم بنبرة صوتك الطبيعية و انطق الكلمات بشكل صحيح مش زى ما هو بيقولها ... خلى الحوار متبادل مش من طرف واحد ..يعنى تسأله اسئلة حتى لو كل الى بيعرف يعمله انه يشاور....فضلا عن ان دى افضل طريقة يتعلم بيها الكلام...لكن كمان انا باعتبره نوع من الاحترام.

ابنك تكلميه بصراحة دائما...
يعنى مثلا  مش عشان عايزاه يلبس هدومه تفهميه انكوا رايحين مكان غير المكان الى انتوا رايحينه بجد..او " يلا اطلع بسرعة عشان اديك شيكولاتة" ...و بعدين لا يجد شئ...
فضلا عن ان دة بيعلمه الكذب و التحايل و دى مصيبة لوحدها...لكن كمان دة اسلوب فيه عدم احترام و استهزاء بشخصه.

العياط...
هتحس بايه لو انت متضايق و ابتديت تعيط..و بدل ما تلاقى شخص يحتويك بهدوء و يديك فرصتك كاملة للتعبير عن مشاعرك...لقيت الشخص المقرب منك...الى انت بتعيط امامه بحريتك اتوتر من عياطك ..و بدل ما يجلس بهدوء لحد ما تخلص...ابتدى يهزك و يخبط على ظهرك...و بنبرة متوترة بيقول: شششششششششششششش عشان تسكت ... هتحس بايه؟...هتحس ان فيه حد فهمك و حس بيك؟ هتحس ان فيه حد بيدعمك؟ و لا هتحس ان مشاعرك مصدر ازعاج ليه؟ و لا هتحس انك غير مقبول؟

طبعا بعد الكلام الى فوق دة مش محتاجة اقول ان "الضرب" غير مقبول ..انتى ترضى حد يضربك مهما كان الخطأ الى ارتكبيته؟

و مش محتاجة اقول متغيريش لابنك قدام حد ..انتى ترضى حد يشوفك فى الحمام؟

لما تيجى تسيبى ابنك مع شخص ما "الجدة" او "حضانة" ...مش الحل انك تسهيه و تختفى مرة واحدة ...لازم تقولي له انك رايحة مشوار...و انك هتسبيه مع فلان يخلى باله منه...و انك هترجعى تاخديه تانى ...و تودعيه و تمشى....و بعدها يتولى الشخص الامين الى انتى سايباه معاه مهمة التعاطف معاه و اقرار مشاعره  " انت زعلان عشان ماما مشيت, ماما هتيجى تانى"  ... بأكد اقرار مشاعره و ليس تشتيته "بص بص اللعبة دى" !

و للحديث بقية ان شاء الله.

الخميس، 4 أغسطس 2016

مبادئ الراى: ثق ..افعل اقل...لاحظ اكثر

كلنا عارفين النموذج السئ الشهير للأب المشغول فى شغله و الأم المشغولة مع أصحابها فى النادى و الاتنين ميعرفوش حاجة عن أولادهم لحد ما الأولاد ينحرفوا...النموذج دة سئ جدا فعلا و مدمر لشخصية الأبناء لكن أنا شخصيا ما شوفتوش غير فى الأفلام العربى!!

بينما يوجد نموذج تانى -مبناخدش بالنا منه- و قد لا يقلل ضررا على شخصية الأبناء و أنا شخصيا قابلته كتير جدا و أكاد أجزم ان أغلب الأمهات و الاباء يقعوا فيه احيانا بدرجات متفاوتة .... النموذج دة هو ما يسميه الأجانب بال overparenting ...الأباء المهتمين زيادة عن اللزوم...أو عشان أكون أدق فى التعبير, الاباء الى "بيعملوا" زيادة عن اللزوم لحد ما حرفيا و بمعنى الكلام بيصيبوا أبنائهم بالعجز والاعتمادية و فقدان الحافز الداخلى و البوصلة الداخلية.

طيب " بيعملوا " ايه تحديدا زيادة عن اللزوم؟

بيوجهوا زيادة عن اللزوم
بينصحوا زيادة عن اللزوم
بيحلوا مشكلات أبنائهم
بيحموهم زيادة عن اللزوم..."أو هم فاكرين انهم بيحموهم" ..و لو حتى من المشكلات و التحديات الطبيعية و المناسبة لسنهم
بيمدحوا زيادة عن اللزوم
بيعملوا كل شئ بالنيابة عن أبنائهم...زى الأم الى بتحل الواجب لابنها...أو الام الى بتنط لابنها فى المدرسة كل شوية عشان تحلله مشاكله مع زمايله (احيانا بيكون ضرورى نتدخل بس متكونش دى القاعدة) ..او الام الى بتعفى ابنائها من واجبتهم تجاه النظافة و النظام بحجة انهم بيذاكروا او ان الولد المفروض ميعملش حاجة!...الأم الى بتفضل تدخل فى حياة ابنائها حتى بعد ما يتجوزوا بدعوى الحب و الاهتمام لحد ما تفسدها تماما زى الدبة الى قتلت صاحبها ...و الأمثلة لا تعد و لا تحصى و قس على ذلك ما شئت.

طيب ايه النفسية الى بتؤدى للتصرف بالطريقة دى؟

نفسية قلقة غير واثقة, لا تثق بابنائها و ان ادعت غير ذلك, لا تثق فى الحافز الداخلى لديهم و لا تثق فى قدرتهم على مواجهة التحديات و الخروج منها سالمين...لا تثق فى قدرتهم على حل المشكلات و لا فى حكمهم على الأمور لانهم "لسة صغيرين" او هكذا تعتقد....و حتى لما بيكبروا تظل قلقة و معتقدة انهل لازم تدخل و لازم توجه ابنائها و لازم تنصح لانها هى "الكبيرة" " ذات الخبرة" بينما قد يفوقها ابنائها خبرة و فهما بسنوات.

و عدم الثقة دى بيتشربها الطفل الصغير و تصبح للاسف جزء من مفهومه عن ذاته...انا غير اهل للثقة...انا مش هاعرف...انا محتاج حد يوجهنى..انا محتاج حد يحفزنى...الخ.

طب يلا نرجع فلاش باك كدة . . .

هى دى نفسها الأم الى بتمسك ايد ابنها و تمشيه لانه عنده سنة و لسة لم يمشى وحده!

هى دى الأم الى اول ابنها الى عنده سنة ما يشد لعبة من ايد طفل اخر...و بدلا من ان تعطيهم مساحة للتعامل بما يلائم سنهم و مساحة لاكتساب مهارات اجتماعية بشكل طبيعى و عن طريق الاحتكاك...تدخل مباشرة و تؤمر ابنها باعادة اللعبة عشان تعلمه المشاركة!! لانها ببساطة لا تثق انه قادر ان يتعلمها وحده.

هى دى نفسها الأم الى اعدت تدفع ابنها الى عنده سنة و نص عشان يتحكم فى الاخراج لحد ما اصابته بامساك مزمن و ضيق...بدلا من ان تثق فى قدرته على تحقيق ذلك بيسر عندما يكون مستعدا لذلك.

هى دى الأم الى دايما توجه ابنها " قول شكرا" "قول اسف" ...بدلا من ان تثق انه هيكتسب الاداب دى فقط عن طريق القدوة و ساعتها لما يقول" شكرا" و " اسف" هيعنيها بجد مش هيكون مجرد ببغاء يردد.

هى دى الام الى اول ما تلاقى ابنها محبط و هو بيحاول فى لعبة معينة..تدخل و تعملهاله علطول او تقترح عليه حلول.

هى دى الام الى بتغصب على ابنها ياكل لانها لاتثق فى قدرة جسمه على تقدير احتياجاته و الحصول عليها.

و الأمثلة ايضا لا تعد و لاتحصى و قس على ذلك ما شئت...أم قلقة ..بتحب ابنها و عايزة مصلحته...لكنها لا تثق به..و ان انكرت ذلك!

طيب ابه علاقة الكلام دة بفلسفة الراى؟

الحقيقة انا باقر و اعترف انى زى 90 % من الامهات كانت عندى ميول انى اكون النموذج المذكور اعلاه...ولانى بنت الثقافة التى لا تثق فى الاطفال لانهم "لسة صغيرين" و "مش هيفهموا" و "مش هيعرفوا" الخ الخ ...فبالتالى هو دة كان فهمى للامور...لولا فضل ربنا علية و فضل الراى الى علمنى اثق فى ابنى.

كام مرة و انا بكلم ادم باسمع من الى حواليا كلمة " مش هيفهم" لكن ادم بفضل الله كان بيفهم و بيستجيب و بيتعلم الكلام كمان :-)

كام مرة اسمع كلمة " مش هيعرف" لكن دايما كان بيفاجئهم انه عرف :-)

كام مرة سمعت تشكيك و كلام محبط...هيفضل لازق فيكى ..هيفضل ميبحبش الناس...لكن انا كنت دايما و اثقة فى ابنى و عارفه انه هيطور مهاراته الاجتماعية بالمعدل المناسب ليه..و انه مش هيفضل لازق فية...و انه طفل طبيعى جدا.

الراى بيقولك ثقى فى ابنك.
ثقى انه هيمشى..و هيتعلم الاداب الى انتى بتوريهاله بتصرفاتك...و هيكتسب مهارات اجتماعية لو اديتيله مساحة للتعامل.

ثقى ان الاحباط مش هيموته..بالعكس الاحباط جزء من حياتنا لازم نعرف نتعامل معاه و انا مش وظيفتى احمى ابنى من الاحباط و لا من المشاكل و التحديات لانه محتاجها و لو منعتها عنه يبقى بضره اكتر ما بفيده.

ثقى فى ميوله و استعداده..و متغصبيش عليه شئ هو مش مهتم بيه...ثقى انه self learner..بيتولد و عنده فضول و شغف بالمعرفة احنا الى بنطفيهم بتدخلنا و توجيهنا الزائد.

ثقى انه مولود بحافز قوى للحياة..و زى ما انتى معلمتهوش المشى و هو مشى لما كان مستعد...هيتحكم فى الاخراج ايضا لما يكون مستعد...بدون ضغط و بدون شد و جذب...ثقى انه هياكل ما يكفيه و اوعى تغصبى عليه ياكل.

ثقى ...تمهلى ... و قاومى رغبتك الملحة فى التدخل ( اتكلمت عن الموضوع دة هنا )

و للحديث بقية ان شاء الله.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

قصة الراى..كيف بدأ و أهم مبادئه؟

 الراى فلسفة تربوية معروفة و ان كانت أقل شهرة من فلسفات اخرى واسعة الشهرة زى Attachment parenting أو positive discipline و لأن ال محتوى العربى الى بيشرح الفلسفة دى يكاد يكون منعدم قررت ابادر و ابدأ انا بالكتابة عن الراى. و قبل ما احكي لكم القصة من الاول عايزة انوه بان مفيش فى التربية شخص او مدرسة صح بشكل مطلق..لكن احنا بنوسع مداركنا بأننا نقرأ فى كل حاجة و نختار الى شايفينه أصح و أقرب لقلوبنا. و احقاقا للحق, الراى من اقرب مدارس التربية لقلبى و نفعنى كتير جدا مع ابنى و الحمد لله و أصبحت القراءة عنه شغفى الأول.

تعالوا بقى احكيلكوا القصة من الأول خالص..ماجدة جربر...امرأة مجرية ولدت و عاشت فى المجر..أم لطفلتين... فى احد الايام مرضت ابنتها ذات الستة أعوام بالتهاب الحلق...فكلمت ماجدة طبيب ابنتها لتجده هو الاخر مريض...اقترح الطبيب عليها ان تحادث الطبيبة Emmi pickler لترى ابنتها بدلا منه.

جاءت Emmi الى بيت ماجدة و عندما همت ماجدة بالكلام اشارت اليها ايمى ان تسكت و توجهت بالكلام للطفلة لتسألها عن حلقها...فوجئت ماجدة بان ابنتها ذات الستة اعوام ترد بذكاء و ادب...ثم سالت ايمى الطفلة اذا كانت تريد ان تنظر الى حلقها (حلق الطبيبة) وبعد ذلك استأذنتها لتنظر هى الى حلقها...قالت: افتحى فمك جيدا و لان احتاج ان استخدم خافض اللسان...و بالفعل هذا ما فعلته الطفلة.

تأثرت ماجدة كثيرا بالاحترام الذى ابدته الطبيبة لابنتها..و منذ ذلك اليوم تتلمذت ماجدة على يد ايمى و تشربت افكارها و ربنت ابنها الثالث على هذه المبادئ منذ مولده.

جدير بالذكر ان ايمى طبقت افكارها اولا على ابنتها ثم على العائلات الى كانت ايمى طبيبة الاطفال الخاصة بهم ثم على ملجأ للأيتام كانت تشرف عليه و عزمت على تغيير الاحوال السيئة المعروفة عن الاطفال فى المؤسسات عن طريق تطبيق افكارها على الاطفال فى الملجأ بمساعدة تلميذتها ماجدة جربر.

بعد ذلك قامت مؤسسة الصحة العالمية بدراسة للاطفال دول و ازاى تأقلموا بعد ما اتبنتهم عائلات و وجدت انهم تأقلموا بشكل جيد زى اى طفل عادى نشأ من اول حياته فى اسرة و كبروا و اصبحوا مواطنين صالحين.

ماجدة هاجرت مع أسرتها للولايات المتحدة سنة 1957. 
فى عام 1972 طلب طبيب الاطفال توم فورست يقابلها ويطلب منها النصيحة بخصوص برنامج وقائى لاطفال تبع موسسة CHC , البرنامج كان هدفه التعامل مع مشاكل الصحة العقلية مبكرا قبل ما تصبح جزء من شخصية الطفل و بالفعل اشتغلت ماجدة فى البرنامج لمدة 4 سنوات,
البرنامج كان بيشتمل على جزء تطبيقى لتدريب الاباء و الامهات, يعنى مش مجرد كلام نظرى بيتقال لهم, لا و كمان جزء عملى تطبيقى عن طريق مجموعات من 4 او 5 اطفال فى نفس العمر بيتقابلول مرة اسبوعيا لمدة ساعتين, الاطفال تراوحت اعمارهم من 5 شهور لسنتين.
 خلال التدريب كانت ماجدة و الدكتور فورست فى نفس الغرفة مع الاطفال , بينما الاخررون فى غرفة مجاورة يراقبون  ما يحدث. ماجدة و فورست اظهروا للاباء مثال عملى لما اسموه selective intervention أو التدخل الانتقائى, يعنى امتى و ازاى اتدخل كشخص بالغ اثناء لعب الاطفال و تفاعلهم مع بعض؟ ازاى اكون متاح للطفل بدون ما اقحم نفسى عليه؟
البرنامج كان اسمه demonstration infant program أو DIP

فى عام 1978 انشأت ماجدة مدرسة الراى RIE مستلهمة افكار ايمى بكلر و افكارها الى اتبلورت اثناء شغلها فى برنامج DIP مع الاطفال و ابائهم, الراى فلسفة متكاملة للتعامل مع الاطفال خاصة تحت عمر سنتين قائمة على احترام الطفل و النظر اليه باعتباره انسان كامل مستحق للاحترام من اول يوم بيتولد فيه و هى دى أهم مبادئه.

 من كان يوم أدركت أهمية الراى فى حياتى و ازاى غير تفكيرى لما كان ابنى(سنتين و شهرين) مريض و راح للدكتور يكشف, و احنا خارج العيادة كنت باتكلم معاه و أفهمه كل حاجة..يا ادم, الدكتور هيبص على زورك عشان انت عيان...و اوريله ازاى يفتح فمه...كان داخل متوقع الى هيحصل و عنده استعداد يتعاون لو كانوا اتعاملوا معاه باحترام ..لكن للاسف المساعدة بتاعت الدكتور ما حاولتش تتكلم معاه اصلا و لا بصتله...شالته أكنه شئ و ليس انسان...حطته على الميزان...ادم ابتدى يصرخ...و انا باحاول اهديه...و هى مكملة...راحت شايلاه من ع الميزان نيمته على تربيزة الكشف..و بتفتح له البنطلون!!!! هنا بقى مقدرتش استحمل و قلتلها سبيه انا افتحله هدومه..استغربت اوى والدكتور رد بعصبية, لو سمحتى ابعدى و كشف على ادم و هو بيعيط ..و انا باحاول اكلمه و اوريله نفسى.

كان موقف سئ جدا..جايز اكون خذلت ابنى فيه وما دافعتش عنه بالقدر الكافى...و على قدر ما ازعجنى, على قدر ما حسيت بنعمة الراى الى خلانى اشوف ابنى انسان كامل بيفهم و يحس و مستحق للاحترام الكامل وحرم الناس دول من النعمة دى.

جدير بالذكر ايضا ان طول فترة المرض ادم كان بياخد الدوا بنفسه و كان متعاون جدا بفضل الله و مكنتش باضطر اغصب عليه غير مرات معدودة.

و للحديث بقية ان شاء الله


الجمعة، 15 يوليو 2016

الكلمة السحرية فى التربية!

تمهل!!
تلك هى الكلمة السحرية فى التعامل مع أبنائنا

1) تمهل حتى يصبح طفلك قادر على فعل الاشياء بنفسه دون ان تستعجله او تدفع به لاجادة شئ هو غير مستعد له بعد
..سواء كان التطور الحركى ..التحكم فى الاخراج...المهارات الاكاديمية كالقراءة و الحساب و غيرهم

2) تمهل قبل ان تقاطع طفلك و هو مندمج فى نشاط ما مهما بدا لك "تافه" او عديم الفائدة.

3) تمهل قبل ان تتدخل و تقوم بحل المشكلات نيابة عن طفلك..اعطه فرصته كاملة...فان وجدته غير قادر على حل المشكلة.
اعطه وقت للراحة بدلا من ان تحلها نيابة عنه..فهذا يشجعه على المحاولة مرة اخرى بدلا من ان يعتقد انه غير قادر.

4) تمهل قبل ان ترى طفلك كيف يلعب بلعبته الجديدة و اترك له الفرصة ليكتشف ينفسه.

5) تمهل و لاحظ طفلك طويلا قبل ان تصل لاستنتاجات حول ما يفعله

6) قبل ان تشركه فى أنشطة متنوعة,تمهل حتى يكون مستعد.

7) تمهل لتفهم سبب بكاء طفلك الرضيع و تستجب له ..بدلا من التعجل و ارضاعه او القيام بهزه ليكف عن البكاء!!!

8) تمهل حتى يعبر طفلك عن مشاعره بالكامل..تقبل مشاعره و لا تحاول اسكاتها او الهائه عنها مهما شعرت بعدم الارتياح لذلك

9) تمهل قبل ان تقدم افكارك و نصائحك لطفلك ليتغلب على الملل و اعطى طفلك فرصة ليفكر و يبتكر

التمهل و الانتظار ليس فعل سلبى كما يهيئ للبعض و لكنها منتهى الايجابية ان نمتنع عن التدخل عندما تدفعنا ردود افعالنا التلقائية لذلك

المقال مترجم بتصرف من هنا


السبت، 18 يونيو 2016

الضرب و العض و القرص..سلوكيات طفلى الدارج (1)

أى ام لطفل دارج عارفة كويس السلوكيات دى و مجرباها..الضرب الى احيانا بيكون مفاجئ وغشيم...العض..القرص ..و النهاردة هاكلمكم ازاى نتعامل مع السلوكيات دى.

فى الاول لازم نفهم شوية حاجات:

1) الطفل الدارج (تحت 3 سنوات) غير قادر على السيطرة على نفسه زى الكبار نظرا لعدم اكتمال فص المخ الأمامى. 

2)الطفل الدارج بيكون غير قادر على "التعاطف" و رؤية الامور من منظور شخص آخر..يعنى ممكن يكون عارف ان العض بيوجعه بس لسة مش مدرك اوى انه بيوجعك انتى كمان..و لو مدرك دة  لسة قدرته على التعاطف مكتملتش.

3) طفلنا ميعرفش ايه هى قواعد السلوك المقبول و غير المقبول بالفطرة ..دى حاجة بيتعلمها مننا..احيانا بيتعلمها بالمصادفة.. واوقات اخرى كتير بيتعمد يحطنا فى اختبارات و يشوف رد فعلنا ايه؟..بيشوفنا هنتصرف ازاى؟ هنتعصب ولا هنكون هاديين؟ هنعترض ولا هنستسلم و نسيبه يعمل الى هوعايزه؟ هنتصرف كل مرة بنفس الطريقة ولا كل مرة بطريقة مختلفة ؟

4)الطفل عنده احتياج ملح انه يثبت انه شخصية مستقلة..بيعمل الى هو عايزه مش الى ماما عايزاه ..و كلنا عارفين ايه هى الكلمة المفضلة عند طفل عمره سنتين .. "لأ"

5)السلوكيات دى طبيعية جدا فى السن دة وهتعدى بدون اى اثار جانبية لو اتعاملنا معاها صح..يعنى الموضوع مش شخصى..و الطفل مش بيعمل كدة عشان "مش متربى"او عشان قليل الأدب !

6)الطفل الدارج مبيعرفش يعبرعن نفسه بالكلام بطلاقة زى الكبار والسلوكيات دى بتكون احيانا طريقة بديلة للتعبير..و اوقات تانية بتكون مجرد لعب و استمتاع برد فعل الأم.

ازاى نتعامل مع السلوكيات دى؟

 بهدوء و ثقة وبدون عصبية او ضيق ,نمسك ايده بالراحة او نحط ايدينا على فمه بالرحة (لو بيعض) و نمنعه من السلوك ونقوله: ضرب لا..انا مش عايزاك تضربنى..الضرب غلط.
 نتصرف كل مرة بنفس الطريقة و لو الطفل اتعصب من المنع..نتقبل مشاعره...

طيب لو ضرب او عض بالفعل؟ نحاول برده منتعصبش او ندى رد فعل مبالغ فيه لان دى هتبقى بالنسباله حاجة ظريفة عايز يكرر السلوك عشان يشوفها ..و ناكد على القاعدة بتاعتنا بنبرة حازمة : ضرب لأ..انا مش عايزاك تضربنى.

نحاول نشوف هل فيه اوقات معينة السلوك بيزيد فيها و نستبق الموقف..يعنى مثلا ابنى ادم بيعض ويقرص دايما و احنا على السرير بنستعد للنوم..بيكون فيه كوكتيل كدة من التنطيط و الشقلبة و العض والقرص..و بيكون مبسوط اوى!..و لقيت ان قرائة الكتب و القصص بتقلل السلوك دة.

و اخيرا...

رحلتنا مع اولادنا ممكن تكون ممتعة و مثمرة لو اتعلما و فهمنا الكتالوج بتاعهم...او معاناة فى الاول لاننا مش عارفين نتعامل..ومعاناة فى الاخر لاننا بنجنى ثمرة جهلنا و سوء تصرفنا...

ربنا يعينا على حفظ الامانة و يرزقنا برهم.